أصحاب السير والمغازي على أن المقتول ببدر أمية وعلى أن أخاه "أبيا" قتل بأحد (وعقبة بن أبي معيط) بضم الميم وفتح العين.
(وذكر السابع ولم أحفظه) في ملحق الرواية الثانية "قال أبو إسحق: ونسيت السابع" فالذي ذكر السابع لأبي إسحق شيخه عمرو بن ميمون وفي رواية البخاري "وعد السابع فلم نحفظه" قال الكرماني: فاعل "عد" رسول الله صلى الله عليه وسلم أو ابن مسعود وفاعل "فلم نحفظه" ابن مسعود أو عمرو بن ميمون. اهـ. وهو مستبعد مع صريح رواية مسلم "قال ابن إسحق: ونسيت السابع" قال الحافظ ابن حجر: على أن أبا إسحق قد تذكره مرة أخرى فسماه عمارة بن الوليد كذا أخرجه البخاري في الصلاة وعلى هذا ففاعل "ذكر" و"عد" عمرو بن ميمون قال: واستشكل بعضهم عد عمارة بن الوليد في المذكورين لأنه لم يقتل ببدر بل ذكر أصحاب المغازي أنه مات بأرض الحبشة والجواب أن كلام ابن مسعود في أنه رآهم صرعى في القليب محمول على الأكثر ويدل عليه أن عقبة بن أبي معيط لم يطرح في القليب وإنما حمل من بدر أسيرا وقيل صبرا بعد أن رحلوا عن بدر مرحلة.
(فوالذي بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق) في الرواية الثالثة "فأقسم بالله" وفي رواية النسائي "والذي أنزل عليه الكتاب" وكأن ابن مسعود قال ذلك تأكيدا.
(لقد رأيت الذين سمى صرعى يوم بدر ثم سحبوا إلى القليب قليب بدر) مفعول "سمى" وهو عائد الصلة محذوف أي الذين سماهم والمراد أكثرهم كما سبق و"القليب" بفتح القاف هو البئر التي لم تطو أي المحفورة التي لم يتم بناؤها وقيل: العادية القديمة التي لا يعرف صاحبها و"قليب" من "قليب بدر" بالجر بدل من "القليب" وإنما أمر بإلقائهم في البئر تحقيرا لهم ولئلا يتأذى الناس بريحهم ففي الرواية الثالثة "قد غيرتهم الشمس" أي غيرت أجسادهم بالانتفاخ ورائحتهم بالنتن وألوانهم إلى السواد وقد بين سبب هذا التغيير السريع بقوله "وكان يوما حارا".
وفي الرواية الثانية "فألقوا في بئر غير أن أمية -أو أبيا- تقطعت أوصاله فلم يلق في البئر" قال النووي: هكذا هو في بعض النسخ "فلم يلق" بالقاف فقط وفي أكثرها "فلم يلقى" بالألف وهو جائز على لغة والأوصال المفاصل. اهـ. زاد في رواية "تقطعت أوصاله لأنه كان بادنا" فمعنى "فلم يلق في البئر" أي لم يلق كاملا متماسكا وإنما ألقى قطعا ومن المعلوم أن قتلى بدر من الكفار كانوا نحو السبعين وكأن الذين طرحوا في القليب كانوا الرؤساء منهم وطرح باقي القتلى في أمكنة أخرى.
(لقد لقيت من قومك) أي من قريش والمفعول محذوف للتهويل ولتذهب النفس فيه أي مذهب أي لقيت من قومك الكثير من الأذى والشدة.
(وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة) العقبة في الأصل المرقى الصعب من الجبال والمراد هنا موضع معروف قريب من مكة وقعت عنده بيعة الأنصار الأولى والثانية.