وفي الرواية السابعة "إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك لم أره قربك منذ ليلتين أو ثلاث" قال النووي: "قربك" بكسر الراء والمضارع يقرب بفتحها. اهـ. هذا في المتعدي أما اللازم فهو قرب يقرب بضم الراء فيهما أي دنا.
{والضحى* والليل إذا سجى* ما ودعك ربك وما قلى} أقسم سبحانه وتعالى بالضحى والمراد به هنا وقت ارتفاع الشمس الذي يلي وقت بروزها للناظرين وهو وقت شباب النهار -كما يقولون- والمراد من "الليل" جنس الليل {إذا سجى} أي إذا سكن أهله وسكن الناس والأصوات فيه وهذا في الغالب {ما ودعك ربك} بتشديد الدال على القراءة الصحيحة المشهورة التي قرأ بها القراء السبعة وقرئ في الشاذ بتخفيفها وخرجت على أن "ودع" مخفف "ودع" بالتشديد ومعناه معناه ويعكر عليه قول النحاة: أماتت العرب ماضي "يدع" و"يذر" ومصدرهما واسم فاعلهما واسم مفعولهما واستغنوا عن ذلك بـ"ترك" لكن بعض النحاة يثبتون "ودع" مخففا "وما قلى" أي وما أبغضك وحذف المفعول لئلا يواجه صلى الله عليه وسلم بنسبة القلى لطفا به وشفقة عليه كذا قال المفسرون.
(ركب حمارا عليه إكاف) بكسر الهمزة وتخفيف الكاف وهو ما يوضع على الدابة مما يلي ظهرها كالبرذعة.
(تحته قطيفة فدكية) الضمير في "تحته" للنبي صلى الله عليه وسلم وليس للإكاف لأن الإكاف يلي الحمار والقطيفة فوق الإكاف والراكب فوق القطيفة والقطيفة كساء غليظ له خمل وفي رواية البخاري "ركب على حمار على إكاف على قطيفة فدكية" قال الحافظ ابن حجر: "على" الثالثة بدل من الثانية وهي بدل من الأولى. اهـ. والبدل على نية تكرار العامل فيصبح المراد: ركب على حمار ركب على إكاف ركب على قطيفة فدكية بفتح الفاء والدال وكسر الكاف نسبة إلى فدك المشهور كأنها صنعت فيها وهي مدينة على مرحلتين من المدينة وحكى بعضهم أنه جاء في رواية "فركبه" بدل "فدكية" وهو تصحيف بين.
(وهو يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج) أي في منازل بني الحارث وهم قوم سعد بن عبادة وفي الرواية التاسعة "قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: لو أتيت عبد الله بن أبي؟ قال: فانطلق إليه" فهل كان المقصود بالخروج سعدا؟ أو عبد الله بن أبي؟ أو هما؟ الظاهر أن المقصود الأول سعد ولقاء عبد الله باعتباره في الطريق قد قصد أيضا.
(وذلك قبل وقعة بدر) في رواية "قبل وقيعة بدر" وفي ملحق الرواية الثامنة "قبل أن يسلم عبد الله" أي قبل أن يظهر الإسلام وإلا فقد كان كافرا منافقا ظاهر النفاق.
(حتى مر بمجلس) "حتى غاية لمحذوف دل عليه المقام أي وسار حتى مر بمجلس.