(فقال محمد بن مسلمة) بفتح الميم واللام ابن مسلمة بن خالد بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن أوس حليف لبني عبد الأشهل شهد بدرا والمشاهد كلها ومات بالمدينة سنة ثلاث وأربعين على أرجح الأقوال وصلى عليه مروان بن الحكم أمير المدينة آنذاك وكان من فضلاء الصحابة واعتزل الفتنة وأقام بالربذة.
(أتحب أن أقتله)؟ الهمزة للاستفهام الحقيقي.
(قال: نعم) في رواية "فقال: أنت له" وفي رواية "قال: فافعل إن قدرت على ذلك" وفي رواية "فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال محمد بن مسلمة: أقر صامت" قال الحافظ ابن حجر: فإن ثبتت هذه الرواية احتمل أن يكون سكت أولا ثم أذن له وفي رواية "قال له: إن كنت فاعلا فلا تعجل حتى تشاور سعد بن معاذ قال: فشاوره فقال له: توجه إليه واشك إليه الحاجة وسله أن يسلفكم طعاما".
(قال: ائذن لي فلأقل. قال: قل) كأنه استأذنه أن يفتعل شيئا يحتال به عليه وقد بوب البخاري للحديث "باب الكذب في الحرب" وعند ابن سعد أنهم استأذنوا أن يشكوا منه ويعيبوا رأيه".
وعند ابن إسحق "فقال: يا رسول الله لا بد لنا أن نقول؟ فقال: قولوا ما بدا لكم فأنت في حل من ذلك".
وفي مرسل عكرمة "وائذن لنا أن نصيب منك فيطمئن إلينا قال: قولوا ما شئتم".
(فأتاه) أي فأتى محمد بن مسلمة كعب بن الأشرف وظاهر الرواية أنه أتاه وحده لكن الروايات الأخرى تبين أن أبا نائلة وهو أخو كعب من الرضاع كان مع محمد بن مسلمة وكان نديمه في الجاهلية وكان يركن إليه ومحمد بن مسلمة ابن أخت أبي نائلة وهو أخو كعب من الرضاع أيضا فعند ابن إسحق أن الذي عرض التسليف أبو نائلة. قال الحافظ ابن حجر: ويحتمل أن يكون كل منهما كلمه في ذلك.
(فقال له: وذكر ما بينهما) المقول محذوف أشار إليه بقوله: وذكر ما بينهما أي من المودة والحرص على مصالح بعضهما البعض ونحو ذلك مما يؤكد الثقة فيه وفي كلامه.
(إن هذا الرجل قد أراد صدقة) يعني الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه طلب منهم التصدق من أموالهم وفي رواية البخاري "إن هذا الرجل قد سألنا صدقة" وفي رواية "سألنا الصدقة ونحن لا نجد ما نأكله".
(وقد عنانا) بتشديد النون الأولى أي أتعبنا وكلفنا المشقة قال الجوهري: عني بكسر النون يعني بفتحها عناء أي تعب ونصب وعنيته بتشديد النون أتعبته. قال النووي: وهذا من التعريض الجائز بل المستحب لأن معناه في الباطن أنه أدبنا بآداب الشرع