رسول الله صلى الله عليه وسلم "قالت الملائكة: رب! ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة (وهو أبصر به) فقال: ارقبوه. فإن عملها فاكتبوها له بمثلها. وإن تركها فاكتبوها له حسنة. إنما تركها من جراي". وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا أحسن أحدكم إسلامه فكل حسنة يعملها تكتب بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف. وكل سيئة يعملها تكتب بمثلها حتى يلقى الله".
٢١٩ - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة. ومن هم بحسنة فعملها كتبت له عشرا إلى سبعمائة ضعف. ومن هم بسيئة فلم يعملها، لم تكتب. وإن عملها، كتبت".
٢٢٠ - عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى، قال:"إن الله كتب الحسنات والسيئات. ثم بين ذلك. فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله عز وجل عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة. وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة. وإن هم بها فعملها، كتبها الله سيئة واحدة".
٢٢١ - بمعنى حديث عبد الوارث وزاد "ومحاها الله. ولا يهلك على الله إلا هالك".
-[المعنى العام]-
حمدا لله على فضله وكرمه، وشكرا له على رحمته وإحسانه، أعطى هذه الأمة فأجزل عطاءها، وشملها بعفوه ومغفرته، فأحسن لها.
تجاوز لها عما حدثت به نفسها من السوء، وأثابها على تفكيرها في الخير وإن لم تخرجه إلى حيز الوجود، عفو في جانب السيئات، وإحسان وإكرام في جانب الحسنات.
أوحى الله تعالى إلى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يبشر أمته بهذا، على أسلوب الحديث النبوي.
ثم أمر ملائكته الكاتبين أن يلتزموا به، قال لهم: إذا هم عبدي بسيئة، وإذا فكر في معصية، وإذا حدثته نفسه بالإثم، فلا تكتبوا عليه ذنبا، ما لم يعمل بجوارحه ما عزم عليه، وارقبوه، فإن عمل السيئة التي صمم عليها فاكتبوها عليه سيئة واحدة، وإن تركها من أجلي فاكتبوها له حسنة.