الرفع متوقف على أن تكون "أن" التي تقدمته مخففة من الثقيلة، وهنا لا يجوز ذلك، لأنها لا تلي "لو" وعند ابن ماجه "فلأن تموت وأنت عاض على جذل خير لك من أن تتبع أحدا منهم" والجذل بكسر الجيم وسكون الذال عود ينصب، لتحتك به الإبل، قال البيضاوي: المعنى إذا لم يكن في الأرض خليفة فعليك بالعزلة والصبر على تحمل شدة الزمان، وعض أصل الشجرة كناية عن مكابدة المشقة، كقولهم: فلان يعض الحجارة من شدة الألم، أو المراد اللزوم، كقوله في الحديث "عضوا عليها بالنواجذ".
(مات ميتة جاهلية)"ميتة" بكسر الميم، اسم هيئة، أي مات على صفة موتهم، من حيث كانوا فوضى، لا إمام لهم، أي مات ميتة تشبه ميتة الجاهلية.
(ومن قاتل تحت راية عمية) بضم العين وكسرها، مع تشديد الميم المكسورة، وتشديد الياء المفتوحة، أي تحت راية لا لون لها، ولا يستبين أمرها، ولا يرى وجهها، فكأن من تحتها أعمى، ونسب العمى إليها مجازا.
(يغضب لعصبة، أو يدعو إلى عصبة، أو ينصر عصبة) أي يقاتل عصبية لقومه وهواه، قال النووي: هذه الألفاظ الثلاثة بالعين والصاد [وبفتح العين والصاد] هذا هو الصواب المعروف في نسخ بلادنا وغيرها، وحكى القاضي عن رواية بالغين والضاد في الألفاظ الثلاثة [بفتح الغين وسكون الضاد "غضبة"] ومعناها أنه يقاتل لشهوة نفسه، وغضبه لها.
(فقتلة جاهلية) بكسر القاف، أي فقتلته كهيئة قتلة جاهلية.
(ولا يتحاشى من مؤمنها) في بعض النسخ "يتحاشى" بإثبات حرف العلة على الأصل في الرفع، ومعناه لا يكترث بما يفعله فيها، ولا يخاف وباله وعقوبته.
(ولا يفي لذي عهد عهده) المعنى ولا يفي العهد لصاحب العهد و"عهده" بسكون الهاء. وفي الرواية السادسة "ولا يفي بذي عهدها" وفي نسخة "ولا يفي لذي عهدها" باللام بدل الباء، وهي أوضح.
(من فارق الجماعة شبرا) أي قدر شبر كناية عن الخروج على السلطان، ولو بأدنى نوع من أنواع الخروج، أو بأقل سبب من أسباب الفرقة، والشبر معروف، وهو المسافة بين طرفي الخنصر والإبهام عند امتدادهما.
(لقي الله يوم القيامة لا حجة له) أي لا حجة له في فعله، ولا عذر له ينفعه، والجملة حال.
(إنه ستكون هنات وهنات) الهن بفتح الهاء الشيء، وكثيرا ما يستعمل كناية عن الشيء الذي يستقبح ذكره، والهنة مؤنث الهن، وجمعها هنات وهنوات، والمراد هنا أشياء خطيرة، أي شرور وفساد.