(يريد أن يشق عصاكم) أي يفرق جماعتكم، كما تفرق العصاة المشقوقة، كناية عن اختلاف الكلمة وتنافر النفوس، ويقال: لين العصا، وضعيف العصا، أي رقيق لين، حسن السياسة، ويقال: هو صلب العصا، وشديد العصا، أي عنيف، ويقال: انشقت العصا، أي وقع الخلاف، ورفع عصاه، أي سار، وألقي عصاه استقر من الأسفار، وقرع له العصا، أي نبهه.
(إذا بويع لخليفتين، فاقتلوا الآخر منهما) قال النووي: هذا محمول على ما إذا لم يندفع إلا بقتله.
(ستكون أمراء، فتعرفون وتنكرون، فمن كره فقد برئ، ومن أنكر فقد سلم، ولكن من رضي وتابع) قال النووي: معناه من كره ذلك المنكر فقد برئ من إثمه وعقوبته، وهذا في حق من لا يستطيع إنكاره بيده ولا لسانه، فيكرهه بقلبه، ويبرأ، وفي ملحق الرواية الخامسة عشرة "فمن أنكر فقد برئ، ومن كره فقد سلم" والبراءة من الإثم، والسلامة من العقوبة بالإنكار، أو بالكراهة، حسب الاستطاعة، لكن جاء في الرواية الرابعة عشرة "فمن عرف برئ" وهي غير واضحة، وقد وضحها النووي بقوله: معناه -والله أعلم- فمن عرف المنكر، ولم يشتبه عليه، فقد صارت له طريق إلى البراءة من إثمه وعقوبته، بأن يغيره بيده أو بلسانه، فإن عجز فليكرهه بقلبه. اهـ.
ومعنى قوله "ولكن من رضي وتابع" أي ولكن الإثم والعقوبة على من رضي وتابع.
(ويصلون عليكم، وتصلون عليهم) المراد من الصلاة معناها اللغوي، وهو الدعاء.
(أفلا ننابذهم بالسيف؟ ) يقال: نابذه الحرب، إذا جاهره بها، والهمزة للاستفهام، والفاء عاطفة على محذوف، هو مدخول همزة الاستفهام، والتقدير: أنظل على طاعتهم فلا ننابذهم بالسيف؟ قال: لا. أي لا تنابذوهم بالسيف. وفي الرواية الرابعة عشرة "أفلا نقاتلهم؟ وفي الرواية الخامسة عشرة "ألا نقاتلهم"؟ .
(ما أقاموا فيكم الصلاة) "ما" ظرفية دوامية، أي مدة إقامتهم الصلاة.
(لا ينزعن يدا من طاعة) كناية عن عدم الخروج على الإمام.
(فجثى على ركبتيه) في أكثر النسخ "فجثي" بالياء، وفي بعضها "فجثا" بالألف، والوجهان صحيحان. قال النووي: هكذا هو في أكثر النسخ "فجثا" بالثاء، وفي بعضها "فجذا" بالذال، وكلاهما صحيح، فأما بالثاء فيقال منه: جثا على ركبتيه يجثو، وجثا يجثي، جثوا، وجثيا، فيهما، وأجثاه غيره، وتجاثوا على الركب، وأما "جذا" فهو الجلوس على أطراف أصابع الرجلين، ناصب القدمين، وهو الجاذي. قال الجمهور: الجاذي أشد استيفازا من الجاثي.