ولأحمد "مم تضحك"؟ وفي رواية "ثم استيقظ وهو يضحك، وكانت تغسل رأسها، فقالت: يا رسول الله، أتضحك من رأسي؟ قال: لا".
(ناس من أمتي عرضوا علي) أي في منامي، وفي الرواية الثانية "أريت قوما من أمتي" بضم الهمزة، أي أراني الله في منامي، وفي رواية "عجبت من قوم من أمتي".
(غزاة في سبيل الله) حال.
(يركبون ثبج هذا البحر) بفتح الثاء والباء، بعدها جيم، والثبج ظهر الشيء، وقال الأصمعي: ثبج كل شيء وسطه، وقيل: متن هذا البحر، وقيل: معظمه، وقيل: هوله، والراجح أن المراد هنا ظهره، قال الحافظ: ولما كان جري السفن غالبا إنما يكون في وسطه قيل: المراد وسطه، وإلا فلا اختصاص لوسطه بالركوب، وفي الرواية الثانية "يركبون ظهر البحر" وفي الرواية الثالثة "يركبون ظهر هذا البحر الأخضر" قال الكرماني "الأخضر" صفة لازمة للبحر، لا مخصصة [قال الحافظ ابن حجر: ويحتمل أن تكون مخصصة، لأن البحر يطلق على الملح والعذب، فجاء لفظ "الأخضر" لتخصيص الملح بالمراد] قال: والماء في الأصل لا لون له، وإنما تنعكس الخضرة من انعكاس الهواء وسائر مقابلاته إليه، وقال غيره: إن الذي يقابله السماء، وقد أطلقوا عليها الخضراء، لحديث "ما أظلت الخضراء، ولا أقلت الغبراء" والعرب تطلق الأخضر على كل لون ليس بأبيض ولا أحمر.
(ملوكا على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة) في الرواية الثانية "كالملوك على الأسرة" بدون شك، وعند أحمد "مثلهم كمثل الملوك على الأسرة" قال ابن عبد البر: أراد -والله أعلم- أنه رأى الغزاة في البحر من أمته ملوكا على الأسرة في الجنة، ورؤياه وحي، وقد قال الله تعالى في صفة أهل الجنة {على سرر متقابلين}[الحجر: ٤٧] وقال {على الأرائك متكئون}[يس: ٥٦] والأرائك السرر، وقال عياض: هذا محتمل، ويحتمل أيضا أن يكون خبرا عن حالهم في الغزو، من سعة أحوالهم، وقوام أمرهم، وكثرة عددهم، وجودة عددهم، فكأنهم الملوك على الأسرة، اهـ. أي أنه رأى ما يؤول إليه أمرهم في الدنيا أو في الآخرة، ويحتمل التشبيه أيضا، أي هم فيما سيكونون عليه في الآخرة من النعيم الذي أثيبوا عليه في غزاتهم وجهادهم مثل ملوك الدنيا على أسرتهم.
(فقلت: ادع الله أن يجعلني منهم، فدعا لها) في رواية "فقال: اللهم اجعلها منهم" وفي الرواية الثانية "قال: فإنك منهم" وفي رواية "فقلت: يا رسول الله، أنا منهم؟ قال: أنت منهم، ويجمع بأنه دعا لها، فأجيب، فأخبرها جازما بذلك.
(ثم وضع رأسه فنام، ثم استيقظ ... قال: ناس من أمتي ... كما قال في الأولى) قال عياض والقرطبي: في السياق دليل على أن رؤياه الثانية غير رؤياه الأولى، وأن في كل نومة عرضت عليه طائفة من الغزاة" اهـ. وقد جاء في بعض الروايات أنه قال في الرؤيا الثانية "يغزون مدينة قيصر" لكن قولها "كما قال في الأولى" وقولها في الرواية الثانية "فقال مثل مقالته" أن الفرقة