للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"آكله" والباء زائدة، داخلة على خبر "ليس" لتأكيد النفي، وفي الرواية الثانية والثالثة "لا آكله" وفي الرواية الحادية عشرة "لا آكله، ولا أنهى عنه، ولا أحرمه".

(أتي النبي صلى الله عليه وسلم بضب، فلم يأكله، ولم يحرمه) "أتي" بضم الهمزة وكسر التاء، مبني للمجهول، وهو إشارة إلى القصة الواردة في الروايات السادسة وما بعدها، وكذلك "أتي" في الرواية الثانية عشرة، وأما قوله فيها "لا أدري ... إلخ" فهو في مقام آخر، وقصة أخرى، جمعها الراوي، إذ لم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم له الضب إلا مرة واحدة. نعم في ملحق الرواية التاسعة "أتي بضبين مشويين" والمقصود من الضب بالإفراد الجنس، فلا يتعارض مع التثنية، ولا مع الجمع "أضبا" بفتح الهمزة وضم الضاد، الوارد في الرواية العاشرة، وفي الرواية السابعة "فأتي بضب محنوذ" بسكون الحاء: أي مشوي، وقيل: نضج، وقيل: مشوي في الرضف، أي الحجارة المحماة، وقيل: الذي يقطر ماؤه بعد أن يشوى.

(عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان معه ناس من أصحابه، فيهم سعد) بن أبي وقاص، ولم يكن ابن عمر معهم، ولم يشهد الحادثة، فالظاهر أنه نقلها عن أحدهم، فهو مرسل صحابي، وكذا روايته الرابعة، وفي الرواية السابعة "عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: دخلت أنا وخالد بن الوليد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت ميمونة" وهي ظاهرة في أنها من مسند ابن عباس، وكذا الرواية العاشرة، أما الرواية الثامنة والتاسعة، ولفظها "عن ابن عباس أن خالد بن الوليد أخبره أنه دخل .... إلخ" فظاهرها أنه من مسند خالد بن الوليد. قال الحافظ ابن حجر: والجمع بين هذه الروايات أن ابن عباس كان حاضراً للقصة في بيت خالته ميمونة، كما صرح به في إحدى الروايات [روايتنا السابعة] وكأنه استثبت خالد بن الوليد في شيء منه، لكونه الذي كان باشر السؤال عن حكم الضب، وباشر أكله أيضاً، فكان ابن عباس ربما رواه عنه. اهـ

وفي الرواية الحادية عشرة "بينما هو عند ميمونة، وعنده الفضل بن عباس وخالد بن الوليد وامرأة أخرى" والظاهر أنها حفيدة بنت الحارث، بضم الحاء وفتح الفاء، ففي الرواية الثامنة "قدمت به أختها حفيدة بنت الحارث من نجد" وفي الرواية التاسعة "جاءت به أم حفيد بنت الحارث من نجد، وكانت تحت رجل من بني جعفر" وفي الرواية العاشرة "أهدت خالتي أم حفيد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سمناً وأقطاً وأضباً" أي أهدت إليه في بيت ميمونة أختها، فقدم إليه، فظاهر هذه الروايات أن الذين حضروا الوليمة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد وعبد الله بن العباس والفضل بن العباس وسعد بن أبي وقاص وحفيدة وميمونة، فميمونة خالة عبد الله بن عباس وأخيه الفضل، وأمهما لبابة الكبرى بنت الحارث، وخالة خالد بن الوليد، وأمه لبابة الصغرى بنت الحارث، فالأربع أخوات، والدهن الحارث، قال النووي: في بعض النسخ "أم حفيدة" وفي بعضها "أم حميد" بالحاء، وفي بعضها "حميدة" وكله بضم الحاء مصغر، قال القاضي وغيره: والأصوب والأشهر "أم حفيد" بلا هاء، واسمها هزيلة، وكذا ذكرها ابن عبد البر وغيره في الصحابة.

<<  <  ج: ص:  >  >>