للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(فألقاهن في فيه) أي ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم التمرات في فم نفسه.

(فلاكهن) أي مضغهن، وفي الرواية الثانية "فمضغها" قال أهل اللغة: اللوك مختص بمضغ الشيء الصلب.

(ثم فغر فا الصبي، فمجه في فيه) أي مج الممضوغ، و"فغر" بفتح الفاء والغين، أي فتح فم الصبي وطرح فيه ما مضغه، وفي الرواية الثانية فمضغها ثم أخذها من فيه أي بيده فجعلها في في الصبي.

(فجعل الصبي يتلمظه) أي يتلمظ هذا الممضوغ، أي يحرك لسانه، ليتتبع ما في فمه من آثار التمر، والتلمظ واللمظ فعل ذلك باللسان، يقصد به فاعله تنقية الفم من بقايا الطعام، وكذلك ما على الشفتين، وأكثر ما يفعل ذلك في شيء يستطيبه، ويقال: تلمظ يتلمظ تلمظاً، ولمظ يلمظ، بضم الميم، لمظاً، بإسكانها، ويقال لذلك الشيء الباقي في الفم: لماظة، بضم اللام، زاد في الرواية الثانية "ثم حنكه" أي دلك حنكه بإصبعه.

(حب الأنصار التمر) قال النووي: روي بضم الحاء وكسرها، فالكسر بمعنى المحبوب، كالذبح بمعنى المذبوح، مبتدأ وخبر، أي محبوب الأنصار التمر، قال: وأما من ضم الحاء فهو مصدر، منصوب على الأشهر، مفعول لفعل محذوف، و"التمر" منصوب، مفعول "حب" والتقدير: انظروا حب الأنصار التمر، وقد يكون مرفوعاً، "والتمر" منصوب أيضاً، فيكون مبتدأ خبره محذوف، أي حب الأنصار التمر لازم ومشهور.

(وسماه عبد الله) فعبد الله هذا هو خلف الصبي الذي مات، وذكرت قصته الرواية الثانية، وقد صرحت روايات بأن الصبي الذي مات هو أبو عمير، المذكور في الرواية التاسعة.

(هو أسكن مما كان) أسلوب تورية، وهو اختيار كلام له معنيان، قريب، وبعيد، يراد من المتكلم المعنى البعيد، ويفهم منه المخاطب المعنى القريب، فقولها: هو أسكن مما كان فهمه الزوج أن مرضه قد هان وسهل، وهو حي تحسنت حاله، وهي تريد أن سكن سكوناً لا حركة بعده.

(ثم أصاب منها) أي عشته وتعشت، ثم تصنعت له وتجملت، وتعرضت له، ليجامعها، فجامعها.

(فلما فرغ قالت: واروا الصبي) أي فلما فرغ من جماعها، قالت له: واروا الصبي، أي ادفنوه، فقد مات، وقيل: إنها أخفت موته في أول الليل، ولم تخبر زوجها إلا في آخر الليل، ليبيت مستريحاً بلا حزن.

(أعرستم الليلة) قال النووي: هو بإسكان العين، وهو كناية عن الجماع، قال الأصمعي والجمهور: يقال: أعرس الرجل، إذا دخل بامرأته، قالوا: ولا يقال فيه: عرس، بالتشديد، قال صاحب

<<  <  ج: ص:  >  >>