للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهذا أبو أسيد، تلد زوجته، فيحمل الطفل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليباركه، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمنذر.

فما أعظم أخلاقه صلى الله عليه وسلم، وما أشد تواضعه، يحمل الأطفال، ويضعها في حجره، ويحنكها ويباركها، ويدعو لها، أما الأطفال الذين هم فوق سن الرضاعة فكان يمازحهم، ويتبسط معهم ويكنيهم، ويداعبهم، ويدعوهم بقوله: يا بني.

فصلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.

-[المباحث العربية]-

(تحنيك المولود) أي مضغ الشيء ووضعه في فم الطفل، ودلك حنكه به، يضع ذلك بالصبي ليتمرن على الأكل، ويقوى عليه.

(ذهبت بعبد الله بن أبي طلحة الأنصاري إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ولد) في الرواية الثانية عن أنس قال: إن أم سليم ولدت غلاماً، "فقال لي أبو طلحة: احمله، حتى تأتي به النبي صلى الله عليه وسلم، فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم، وبعثت معه بتمرات" ليحنكه بها، وكانت تعلم استحباب التحنيك، وفي الكلام التفات من المتكلم إلى الغيبة، وكان الأصل أن يقول: فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم، وبعثت معي بتمرات، وفي رواية البخاري "فولدت غلاماً، فقال لي أبو طلحة: احفظه حتى تأتي به النبي صلى الله عليه وسلم، فأتى به النبي صلى الله عليه وسلم، وأرسلت معه بتمرات" فالآمر لأنس زوج أمه، أبو طلحة، وقد سبق في باب "وسم الحيوان" قال أنس: لما ولدت أم سليم قالت لي: يا أنس، انظر هذا الغلام، فلا يصيبن شيئاً حتى تغدون به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، يحنكه، قال: فغدوت ... " فالآمر لأنس أمه، أم سليم. ولا تعارض حيث يمكن أن يكون الأمر منهما معاً، أو أنه من أحدهما، ونسب إلى الآخر لموافقته.

(ورسول الله صلى الله عليه وسلم في عباءة) قال النووي: العباءة معروفة، ويقال فيها "عباية" بالياء، وجمع العباءة العباء. اهـ وعند مسلم في باب "وسم الحيوان" فغدوت فإذا هو في الحائط، وعليه خميصة جونية".

(يهنأ بعيراً له) أي يطليه بالقطران، والمصدر الهناء، بكسر الهاء، يقال: هنأت البعير، أهنأه، وعند مسلم في باب وسم الحيوان "وهو يسم الظهر الذي قدم عليه في الفتح" وفي رواية أخرى لمسلم "وهو يسم غنماً" ولعله كان في المربد يفعل الأمور الثلاثة.

(فقال: هل معك تمر؟ فقلت: نعم، فناولته تمرات) في الرواية الثانية "فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: أمعه شيء" حلو أحنكه به؟ "قالوا" أي قال أنس ومن معه من أهله "نعم. تمرات" مبتدأ، والخبر محذوف، أي معه تمرات "فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم".

<<  <  ج: ص:  >  >>