للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أصابه بعين، فالمصيب عائن، ويقال له: معيان، للمبالغة، والمصاب معين بفتح الميم ومعيون، والمضارع يعين والمصدر عيناً.

أما الحسد فهو تمني زوال نعمة الغير، سواء تمناها أن تعود إليه هو، أو تمني زوالها من عند صاحبها فقط، فقد يحسد الأمير الخفير على عشته، فيتمنى زوالها، فالعين والحسد يجتمعان، إذا نظر العائن الحسود إلى النعمة بانبهار وشهوة، وتمني زوالها، وقد يوجد الحسد، دون العين، إذا لم ينبهر بالنعمة، وتمني زوالها، حقداً على صاحبها، وقد توجد العين وحدها، إذا انبهر بها، وإن لم يتمن زوالها، فقد يصيب الإنسان ماله أو ولده بعينه، كصاحب الجنتين حيث دخل جنته وهو ظالم لنفسه: فيقولون: لا يحسد المال إلا صاحبه، والعامة يطلقون العين على الحسد، والحسد على العين تساهلاً، واللغة والحديث قد يذكرانهما، ويراد كل منهما، في مفهومه الخاص، كما في الرواية الأولى "ومن شر حاسد إذا حسد، وشر كل ذي عين" وقد يذكر أحدهما، ويراد هو وحده، كالرواية الرابعة، وقد يذكران ويراد حالة اجتماعهما، كالرواية الثانية "من شر عين حاسد".

و"الرقى" بضم الراء وفتح القاف مقصور، جمع رقية، بضم الراء وسكون القاف، يقال: رقى المريض بفتح القاف في الماضي، يرقيه بكسرها رقياً بفتح الراء وسكون القاف، ورقياً بضم الراء وكسر القاف وتشديد الياء، ورقية بضم الراء وفتحها، مع سكون القاف، إذا عوذه، ويقال: "باسم الله أرقيك" كما في الرواية الثانية، ورقيت فلاناً بفتح القاف، واسترقيت، أي طلبت الرقية، واسترقوا من العين، أي اطلبوا أو تكلفوا الرقية منها.

أما رقى بفتح الراء وكسر القاف وفتح الياء، يرقى بفتح القاف مقصوراً فمعناه صعد.

(كان إذا اشتكى) أي إذا تألم من المرض، وفي الرواية الثانية "أشتكيت" بهمزة الاستفهام.

(قال: بسم الله يبريك) بضم الياء، يقال: أبرأ الله المريض، أي شفاه، وأصله هنا "يبرئك" وسهلت الهمزة للتخفيف والسجع، والتقدير يبرئك الله باسمه، أو "باسم الله" جملة تقديرها باسم الله أرقيك، كما في الرواية الثانية، و"يبرئك" جملة مستأنفة استئنافاً تعليلياً، وجملة "قال: بسم الله يبريك" بيان لقوله "رقاه جبريل".

(ومن كل داء يشفيك) بفتح الياء، والجار والمجرور متعلق بالفعل المعطوف على "يبريك" أي يبرئك، ويشفيك من كل داء، فهو من عطف التفسير.

(ومن شر حاسد إذا حسد) معطوف على "من كل داء" أي يبرئك ويشفيك من كل داء، ومن شر الحسد، فهو من عطف الخاص على العام، وقوله "إذا حسد" مضاهاة لما في القرآن الكريم، ومعناه إذا أظهر ما في نفسه من الحسد، وعمل بمقتضاه، بترتيب مقدمات الشر، ومبادئ الإضرار بالمحسود قولاً وعملاً، كتوجيه النفس الخبيثة نحوه على وجه تمني إزالة النعمة.

(وشر كل ذي عين) أي كل عائن يصيب بعينه النعمة، فيؤثر فيها هلاكاً.

(بسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك، باسم الله أرقيك)

<<  <  ج: ص:  >  >>