المعروفة التي يسرح بها شعر الرأس، هذا هو المشهور، وقد يطلق على العظم العريض، وسلاميات ظهر القدم، والمراد هنا الأول، ففي رواية "فإذا فيها مشط رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن مراطة رأسه" وفي رواية "من شعر رأسه، من أسنان مشطه" وفي رواية "فمد إلى مشط، وما مشط من الرأس، من شعر، فعقد بذلك عقداً" و"جف الطلع" قال النووي: في أكثر نسخ بلادنا بالباء، أي في أكثر نسخ مسلم "جب طلعة ذكر" وفي بعضها بالفاء، وهما بمعنى واحد، وهو الغشاء الذي يكون على الطلع، ويطلق على الذكر والأنثى، فلهذا قيده بالذكر، في قوله "طلعة ذكر" وهو بالإضافة، اهـ وفي رواية للبخاري "وجف طلع نخلة ذكر" ولفظ "ذكر" صفة لجف، زاد البخاري "تحت رعوفة" وفي رواية "تحت راعوفة" وفي رواية "تحت أرعوفة" وفي رواية "تحت زاعوبة" والمراد تحت صخرة كبيرة في أسفل البئر.
(في بئر ذي أروان) في رواية البخاري "في بئر ذروان" بفتح الذال وسكون الراء، وفي نسخة "في ذروان" بغير بئر، وذروان بئر في بني زريق، فقوله "بئر ذروان" من إضافة الشيء لنفسه، قيل: إن الأصل: بئر ذي أروان، ثم لكثرة الاستعمال سهلت الهمزة، فصارت ذروان.
(فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أناس من أصحابه) عند ابن سعد "فدعا جبير بن إياس الزرقي -وهو ممن شهد بدراً- فدله على موضعه، في بئر ذروان، فاستخرجه" ويقال: إن الذي استخرجه قبس بن محصن الزرقي، ويجمع بينهما بأنه أعان جبيراً على ذلك، وباشره بنفسه، فنسب إليه وعند ابن سعد "أن الحارث بن قيس قال: يا رسول الله، ألا يهور البئر؟ ويجمع بين هذه الروايات وبين روايتنا بأن النبي صلى الله عليه وسلم بعثهم أولاً، ثم توجه مع بعض أصحابه، فشاهدها بنفسه، وفي الرواية الثانية "فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البئر، فنظر إليها، وعليها نخل ... " أي وحولها نخل، زاد البخاري "فقال: هذه البئر التي أريتها" وفي رواية "وجد في الطلعة تمثالاً من شمع، تمثال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذ فيه إبر مغروزة، وإذا وتر فيه إحدى عشرة عقدة، فنزل جبريل بالمعوذتين، فكلما قرأ آية انحلت عقدة" وفي رواية "فاستخرج".
(ثم قال: يا عائشة) في رواية للبخاري "ثم رجع إلى عائشة، فقال .... " وفي رواية له "فجاء، فقال ... ؟ .
(والله لكأن ماءها نقاعة الحناء) بضم النون وتخفيف القاف، والحناء معروف، أي إن لون ماء البئر لون الماء الذي ينقع فيه الحناء، قال ابن التين: يعني أحمر، وقال الداودي: المراد الماء الذي يكون من غسالة الإناء الذي تعجن فيه الحناء، وعند ابن سعد وصححه الحاكم "فوجد الماء وقد اخضر" قال القرطبي: كأن ماء البئر قد تغير، إما لرداءته بطول إقامته، وإما لما خالطه من الأشياء التي ألقيت في البئر.
(ولكأن نخلها رءوس الشياطين) وفي رواية للبخاري "وكأن رءوس نخلها رءوس الشياطين" والتشبيه على كلا الروايتين إنما وقع على رءوس النخل، وفي رواية "فإذا نخلها الذي يشرب من مائها قد التوى سعفه، كأنه رءوس الشياطين" ووقع في القرآن الكريم تشبيه طلع شجرة الزقوم برءوس الشياطين، قال الفراء وغيره: يحتمل أن يكون شبه الطلع في قبحه برءوس الشياطين، لأنها موصوفة بالقبح، وقد تقرر في اللسان العربي أن من قال: