للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الموت، أي المرض الذي قدر لصاحبه الموت منه، فلا دواء له، وفي رواية "إن الله جعل لكل داء دواء، فتداووا، ولا تداووا بحرام".

(أنه عاد المقنع) بفتح القاف، وتشديد النون المفتوحة، وهو ابن سنان، تابعي، وفي الرواية الثالثة "جاءنا جابر بن عبد الله في أهلنا" أي في بيتنا، يعود مريضاً "ورجل" من أهلنا "يشتكي خراجاً به، أو جراحاً" الخراج بضم الخاء وفتح الراء مخففة معروف "فقال له: ما تشتكي؟ قال: خراج بي، قد شق علي" أي صعب على تحمل ألمه "فقال: يا غلام" نادى خادم المقنع، وقال له "ائتني بحجام، فقال له" المقنع "ما تصنع بالحجام يا أبا عبد الله؟ قال: أريد أن أعلق فيه محجماً" بكسر الميم وسكون الحاء وفتح الجيم، وهو الآلة التي تجرح أو التي تمص الدم، والإناء الذي يجمع فيه دم الحجامة، وضمير "فيه" للخراج.

(قال: والله إن الذباب ليصيبني، أو يصيبني الثوب، فيؤذيني، ويشق علي)؟ أي فكيف أتحمل حجامة في هذا المكان؟

(ثم قال: لا أبرح حتى تحتجم، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن فيه شفاء) أي في الحجم شفاء، والحجم والحجامة بمعنى، وأصل الحجم المص، والمراد هنا شق الجلد، واستخراج الدم بالمص، أما الفصد فهو قطع العرق، وقطع وريد ليسيل منه الدم، وفي الرواية الثالثة "فلما رأى تبرمه من ذلك" أي تضجره وعدم رغبته في الحجامة "قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ".

(إن كان في شيء من أدويتكم خير) أي شفاء.

(ففي شرطة محجم) بكسر الميم وفتح الجيم، أي شرطة آلة الحجامة، وهذا قياس استثنائي متصل، حذفت منه الصغرى الاستثنائية، ومن المعلوم أن إثبات المقدم يلزمه إثبات التالي، وصورته:

إن كان في شيء من أدويتكم شفاء ففي شرطة محجم شفاء، لكن في بعض أدويتكم شفاء إذن في شرطة محجم شفاء.

(أو شربة عسل) نحل، و"شربة" بفتح الشين اسم مرة.

(أو لذعة بنار) أي كي، واللذع بالذال والعين الخفيف من حرق النار، أما اللدغ بالدال والغين، فهو الضرب أو العض من ذات السم، والكي بالأشعة في أيامنا يقوم مقام الحديدة المحمية في النار، آلة الكي آنذاك.

(وما أحب أن أكتوي) لما في الكي من الألم الشديد، فيؤخر العلاج به، لذا قيل: آخر الدواء الكي.

(فأمر أبا طيبة أن يحجمها) بفتح الطاء وسكون الياء.

<<  <  ج: ص:  >  >>