وقع على بصر الإنسان، ويؤيد هذا التأويل الرواية الثامنة "يلتمعان البصر" والتاسعة "يخطفان البصر" والتأويل الثاني أنهما يقصدان البصر باللسع والنهش، والأول أصح وأشهر، قال العلماء: وفي الحيات نوع يسمى الناظر، إذا وقع نظره على عين إنسان مات من ساعته.
(فكان ابن عمر يقتل كل حية وجدها) سواء كانت من ذوات البيوت أو في الصحراء، أي يقتلها إذا قدر عليها، وفي الرواية الثالثة:"قال ابن عمر: فلبثت لا أترك حية أراها إلا قتلتها" أي إن قدرت عليها، وفي رواية البخاري "أن ابن عمر كان يقتل الحيات، ثم نهي، قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم هدم حائطا له، فوجد فيه سلخ حية، أي جلدها الذي غيرته - فقال: انظروا أين هو؟ فنظروا فقال: اقتلوه، قال ابن عمر: فكنت أقتلها لذلك".
(فأبصره أبو لبابة بن عبد المنذر أو زيد بن الخطاب، وهو يطارد حية)"أبو لبابة" بضم اللام، صحابي مشهور، وهو أوسي من بني أمية بن زيد، ليس له في الصحيح إلا هذا الحديث، وكان أحد النقباء، وشهد أحدا، ويقال: شهد بدرا، واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة، وكانت معه راية قومه عند الفتح، ومات في أول خلافة عثمان، وزيد بن الخطاب أخو عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، ليس له في الصحيح إلا هذا الموضع، وفي الرواية الثانية والثالثة "أبو لبابة أو زيد بن الخطاب" بالشك، وفي الرواية الرابعة والخامسة والسادسة والسابعة والثامنة والتاسعة. "أبو لبابة" من غير شك، والظاهر أنهما كانا معا، ونسب القول لهما، في ملحق الرواية الثالثة على أساس أن القائل أحدهما، وموافقة الآخر في حكم قوله أيضا، ومعنى "يطارد حية" أي يطلبها ويتبعها ليقتلها.
(فقال: إنه قد نهي عن ذوات البيوت) في الكلام مضاف محذوف، أي نهي عن قتل ذوات البيوت أي اللاتي يوجدن في البيوت، وظاهره التعميم في جميع البيوت، وعن مالك تخصيصه ببيوت المدينة، وقيل يختص ببيوت المدن، دون غيرها، وفي الرواية الرابعة والخامسة والتاسعة "نهى عن قتل الجنان التي في البيوت" و"الجنان" بجيم مكسورة، ونون مفتوحة مشددة، جمع جان، وهي الحية الصغيرة، قيل: الرقيقة الخفيفة، وقيل: الرقيقة البيضاء، وفي الرواية الثامنة "إذا هم بحية من عوامر البيوت" وفي رواية للبخاري "إنه نهي بعد ذلك عن ذوات البيوت، وهي العوامر" قال الحافظ ابن حجر: "وهي العوامر" من كلام الزهري، أدرج في الحديث، قال أهل اللغة: عمار البيوت سكانها من الجن، وتسميتهن عوامر، لطول لبثهن في البيوت، مأخوذ من العمر، وهو طول البقاء، وفي روايتنا الثالثة عشرة "إن لهذه البيوت عوامر، فإذا رأيتم شيئا منها، فحرجوا عليها ثلاثا" أي ثلاث مرات، وقيل: ثلاث ليال، ومعنى "حرجوا عليهن" بفتح الحاء وكسر الراء المشددة بعدها جيم، أي قولوا لهن: أنتن في ضيق وحرج، إن لبثت عندنا، أو ظهرت لنا، أو عدت إلينا، قتلناك.
(يفتح خوخة له) بفتح الخاء، وإسكان الواو، وهي كوة بين دارين أو بيتين، يدخل منها، وقد تكون في حائط منفرد. والكوة النافذة الصغيرة، وفي الرواية التاسعة "كان عبد الله بن عمر يوما عند هدم له" وفي الرواية الرابعة "أن أبا لبابة كلم ابن عمر ليفتح له بابا في داره، يستقرب به إلى المسجد" أي ليصير به قريبا من المسجد - "فوجد الغلمة" - بكسر الغين وسكون اللام جمع غلام - "جلد جان، فقال عبد الله: التمسوه" أي ابحثوا عن الثعبان "فاقتلوه" وفي الرواية الثامنة "فبينما