للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الدوم، بفتح الدال، وهو يشبه النخل، وتطلق الطفية على الخط الأبيض، أو الأسود، أو الأصفر على ظهر الحية، وتطلق عبارة "ذات الطفيتين على حية لينة خبيثة، على ظهرها خطان، وكأنهما مشبهان بخوصتي المقل، وكان حقه أن يقول: ذات الطفيتين، فهي حية، ولكنه أريد النوع، فكأنه قال: اقتلوا هذا النوع.

وفي ملحق الرواية "الأبتر وذو الطفيتين" وفي الرواية الثانية "اقتلوا الحيات، وذا الطفيتين والأبتر" فعطفهما على الحيات من عطف الخاص على العام، وفي الرواية الثالثة "اقتلوا الحيات والكلاب، واقتلوا ذا الطفيتين والأبتر" والأبتر نوع من الحيات، مقطوع الذنب، وقيل: الأبتر الحية القصيرة الذنب، وقال الداودي: هي الأفعى التي تكون قدر شبر أو أكبر قليلا، وعطف الأبتر على ذي الطفيتين يقتضي أنهما متغايران، لكن جاء في رواية "لا تقتلوا الحيات، إلا كل أبتر ذي طفيتين". فظاهر هذه الرواية أنهما متحدان، قال الحافظ ابن حجر: لكن لا ينفى المغايرة. اهـ.

فقد تكون ذات الطفيتين طويلة الذنب، وقد تكون قصيرة الذنب، فأمر بقتل النوعين في رواية، وأمر بقتل نوع في رواية.

والثعبان ذكر الحيات، وقيل: الكبير من الحيات، ذكرا كان أو أنثى، والأفاعي جمع أفعى، وهي الأنثى من الحيات، والذكر منها "أفعوان" بضم الهمزة والعين، بينهما فاء ساكنة، وكنية الأفعوان أبو حيان، وأبو يحيى، لأنه يعيش ألف سنة، وهو الشجاع الأسود، الذي يواثب الإنسان، قالوا: ومن صفة الأفعى أنها إذا قفئت عينها عادت، ولا تغمض حدقتها أبدا، والأساود جمع أسود، قال أبو عبيد: هي حية فيها سواد، وهي أخبث الحيات، ويقال له: أسود سالخ، لأنه يسلخ جلده كل عام، وفي سنن أبي داود والنسائي "أعوذ بالله من أسد وأسود" وقيل: هي حية رقيقة رقشاء، دقيقة العنق، عريضة الرأس، وربما كانت ذات قرنين، والهاء في الحية للوحدة، كدجاجة.

(فإنه يلتمس البصر، ويصيب الحبل) والضمير لذي الطفيتين، وفي الرواية الثانية "فإنهما يستسقطان الحبل، ويلتمسان البصر" والضمير لذي الطفيتين والأبتر، وإسناد الفعل لهما لا يتعارض مع إسناده لأي منهما، والحبل بفتح الحاء والباء حمل المرأة، "ويستسقطان" أي يصيران الحمل سقطا، ومعنى "يلتمسان البصر" أي يقصدانه، فيذهبان، وفي الرواية الثالثة "ويستسقطان الحبالى" وفي الرواية التاسعة "فإنهما اللذان يخطفان البصر، ويتتبعان ما في بطون النساء" أي يسقطانه، مجاز بذكر السبب، وإرادة المسبب. وفي الرواية الثامنة "هما اللذان يلتمعان البصر، ويطرحان أولاد النساء" وفي رواية البخاري "فإنهما يطمسان البصر" أي يمحوان نوره، وفي رواية "ويذهب البصر" وفي رواية "فإنه يسقط الولد" وفي رواية "ويذهب الحبل" وكلها بمعنى.

قال نضر بن شميل: الأبتر صنف من الحيات أزرق، مقطوع الذنب، لا تنظر إليه حامل إلا ألقت ما في بطنها. قال النووي: معنى "يستسقطان الحبل" أن المرأة الحامل إذا نظرت إليهما، وخافت، أسقطت الحمل غالبا، وقد ذكر مسلم في روايتنا الثالثة قول الزهري "ونرى ذلك من سميهما" بضم نون "نرى" أي نظن، قال: وأما "يلتمسان البصر" ففيه تأويلان، ذكرهما الخطابي وآخرون، أحدهما: معناه يخطفان البصر ويطمسانه، بمجرد نظرهما إليه، لخاصة جعلها الله تعالى في بصريهما، إذا

<<  <  ج: ص:  >  >>