للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

البيوت، ولا ممن أسلم من الجن، بل هو شيطان، فلا حرمة عليكم فاقتلوه، ولن يجعل الله له سبيلا للانتصار عليكم بثأره، بخلاف العوامر ومن أسلم.

(اذهبوا، فادفنوا صاحبكم) رد على قولهم ادع الله يحييه لنا.

(أمرها بقتل الأوزاغ) جمع وزغ بفتح الواو والزاي، ووزغة، أو الوزغة الأنثى والوزغ الذكر سام أبرص، جلده يشبه البرص - بفتح الراء المرض المعروف - ويعرف "بالبرص" بضم الباء وسكون الراء، قال النووي: واتفقوا على أن الوزغ من الحشرات المؤذيات، وفي الرواية السادسة عشرة "أنها استأمرت النبي صلى الله عليه وسلم في قتل الوزغان" بكسر الواو وسكون الزاي "فأمر بقتلها" وفي الرواية السابعة عشرة "أمر بقتل الوزغ، وسماه فويسقا" وفي الرواية الثامنة عشرة "قال للوزغ: الفويسق" واللام في "للوزغ بمعنى "عن" والمعنى أنه سماه "فويسقا" وهو تصغير تحقير، مبالغة والفسق الخروج عن الحد بالأذى، والرواية التاسعة عشرة والمتممة للعشرين، والواحدة والعشرون، قصد بها تكثير الثواب في قتله بأول ضربة، ثم ما يليها فالمقصود الحث على المبادرة بقتله، والاعتناء به، وتحريض قاتله على أن يقتله بأول ضربة، فإنه إذا أراد أن يضربه ضربات، ربما انفلت، وفات قتله.

قال النووي: وأما تقييد الحسنات في الضربة الأولى بمائة، وفي الرواية الأخرى بسبعين فجوابه أن هذا مفهوم العدد، ولا يعمل به عند الأصوليين وغيرهم، فذكر سبعين لا يمنع المائة، فلا معارضة بينهما، أو لعله صلى الله عليه وسلم أخبرنا أولا بسبعين، ثم تصدق الله تعالى بالزيادة، فأعلم بها النبي صلى الله عليه وسلم، حين أوحى إليه بعد ذلك ويحتمل أن ذلك يختلف باختلاف قاتلي الوزغ، بحسب نياتهم، وإخلاصهم، وكمال أحوالهم ونقصها، فتكون المائة للكامل منهم، والسبعون لغيره، والله أعلم.

(أن نملة قرصت نبيا من الأنبياء) قيل: هو العزير، وروى الحكيم الترمذي في النوادر أنه موسى عليه السلام، وبذلك جزم الكلاباذي في معاني الأخبار، والقرطبي في التفسير، وفي الرواية الثالثة والعشرين والرابعة والعشرين "نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة، فلدغته نملة" أي قرصته، هو بالدال والغين، وليس بالذال والعين فإن معناه الإحراق، ولا يصح هنا.

(فأمر بقرية النمل فأحرقت) المراد من قرية النمل مساكنها وموضع اجتماعها، قال الحافظ ابن حجر: والعرب تفرق في الأوطان، فيقولون لمسكن الإنسان وطن، ولمسكن الإبل عطن ولمسكن الأسد عرين وغابة ولمسكن الظبي كناس، ولمسكن الضب وجار، ولمسكن الطائر عش، ولمسكن الزنبور كور، ولمسكن اليربوع نافق ولمسكن النمل قرية وفي رواية للبخاري "ثم أمر ببيتها فأحرق".

وفي الرواية الثالثة والعشرين والرابعة والعشرين "فأمر بجهازه فأخرج من تحتها، ثم أمر بها فأحرقت" ففي الكلام مضاف محذوف، تقديره: ثم أمر بقريتها، بدلالة الرواية الأخرى، وبدلالة مؤاخذة الله تعالى له والجهاز بفتح الجيم وكسرها هو المتاع وإخراجه من تحتها يدل على أن قرية النمل كانت فوق الشجرة، أو الضمير في "تحتها" للشجرة، وكانت قرية النمل تحتها أيضا.

(فأوحى الله إليه: أفي أن قرصتك نملة أهلكت أمة من الأمم تسبح) "أن" وما دخلت عليه في تأويل مصدر، مجرور بفي، متعلق بأهلكت، وجملة "أهلكت" مفعول به لفعل "أوحى" "وفي" للسببية كقوله "دخلت امرأة النار في هرة"

<<  <  ج: ص:  >  >>