(ولتذهب الشحناء) أي العداوة، للانشغال بأمور الساعة.
(وليدعون إلى المال فلا يقبله أحد) ضبطه النووي بضم العين وفتح الواو وتشديد النون، فيكون مبنيا للعلوم، على نمط فليكسرن، وليقتلن وليضعن" فالداعي ابن مريم.
(كيف أنتم) خبر ومبتدأ، والاستفهام للتهويل.
(تكرمة الله هذه الأمة) بنصب "تكرمة" على المفعول المطلق لفعل محذوف، تقديره: كرم الله هذه الأمة تكرمة، أو على المفعول له، أي لا أكون إماما لتكريم الله هذه الأمة.
-[فقه الحديث]-
قال بعض العلماء: إن الحكمة في نزول عيسى دون غيره من الأنبياء الرد على اليهود في زعمهم أنهم قتلوه، فبين الله تعالى كذبهم، وأنه هو الذي يقتلهم، أو نزوله لدنو أجله، ليدفن في الأرض، إذ ليس لمخلوق من التراب أن يموت في غيرها.
وقيل: إنه دعا الله لما رأى من صفة محمد وأمته أن يجعله منهم فاستجاب الله دعاءه، وأبقاه حتى ينزل في آخر الزمان، مجددا لأمر الإسلام، فيوافق خروج الدجال فيقتله، ذكرهما الحافظ ابن حجر وقال: والأول أوجه. اهـ.
والأحاديث الواردة في مدة إقامة عيسى بالأرض مختلفة، وفيها مقال.
منها ما رواه مسلم من حديث ابن عمر أنه يقيم بالأرض بعد نزوله سبع سنين.
وما رواه نعيم بن حماد في كتاب الفتن من حديث ابن عباس أن عيسى إذ ذاك يتزوج في الأرض ويقيم بها تسع عشرة سنة وبإسناد آخر يقيم أربعين سنة.
وقد اختلف في موت عيسى عليه السلام قبل رفعه، والأصل فيه قوله تعالى: {إني متوفيك ورافعك إلي} [آل عمران: ٥٥] فقيل على ظاهره، وعلى هذا فإذا نزل إلى الأرض، ومضت المدة المقدرة له يموت ثانية. وقيل: معنى "متوفيك" أي من الأرض. فعلى هذا لا يموت إلا في آخر الزمان.
وإذا كنا لا نركن إلى أي من هذه الآثار في تقدير المدة التي يقيمها آخر الزمان، وإذا كنا لا نجزم بأي من القولين في وفاته، فإن الذي لا نختلف عليه هو نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان، للأحاديث الصحيحة الكثيرة البالغة حد الشهرة في إثبات نزوله.
ونزوله علامة من علامات الساعة، وما يحدث على يديه آية من آياتها، ومن مجموع الروايات تبين:
١ - أنه سينشر العدل بين الناس، ويرفع الظلم عنهم.