"نضر الله امرأ سمع مقالتي، فأداها كما سمعها، فرب مبلغ أوعى من سامع" ويمكن أن يراد الأمران: عدم العمل بالعلم، وعدم العمل في العلم.
والصنف الثالث: من يسمع العلم فلا يحفظه، ولا يعمل به، ولا ينقله لغيره، فهو بمنزلة الأرض السبخة أو الملساء التي لا تقبل الماء، أو تفسده على غيرها، فمعنى "من لم يرفع بذلك رأسا" أي أعرض عن العلم، فلم ينتفع به، ولم ينفع به، ومعنى "ولم يقبل هدى الله الذي جئت به" أي بلغه وكفر به.
قال الطيبي: بقي من أقسام الناس قسمان: أحدهما الذي انتفع بالعلم في نفسه، ولم يعلمه غيره، والثاني من لم ينتفع به في نفسه، وعلمه غيره، قال الحافظ ابن حجر: الأول داخل في الأول، لأن النفع حصل في الجملة، وإن تفاوتت مراتبه، وكذلك ما تنبته الأرض، فمنه ما ينتفع به الناس، ومنه ما يصير هشيما. اهـ.