كان للمجاهدين فضل، بل كان يكفي قتال ملك واحد، فجبريل عليه السلام قادر على أن يدفع الكفار بريشة من جناحه، وقيل:"قاتلت قتالا يحفظ التوازن في الصورة، ليكون الفعل في الظاهر للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وقيل: قاتلت في بدر، وكانت مددا في أحد، وقد روى البخاري عن ابن عباس - رضي الله عنهما قال: "قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد: هذا جبريل آخذ برأس فرسه، عليه أداة الحرب" قال الحافظ ابن حجر: هذا الحديث وهم من وجهين، أحدهما أن هذا الحديث تقدم بسنده ومتنه في باب شهود الملائكة بدرا، ولهذا لم يذكره هنا أبو ذر ولا غيره من متقني رواة البخاري، ولا استخرجه الإسماعيلي ولا أبو نعيم، ثانيهما أن المعروف في هذا المتن "يوم بدر" لا يوم أحد.
قال القرطبي في تفسيره: فإن قيل: قد ثبت عن سعد بن أبي وقاص أنه قال: "رأيت عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، رجلين عليهما ثياب بيض، يقاتلان عنه أشد القتال، ما رأيتهما من قبل ولا بعد" قيل: لعل هذا مختص بالنبي صلى الله عليه وسلم، وخصه بملكين يقاتلان عنه، لا يقاتلان عن الصحابة، اهـ.
وقيل: إن في حديث سعد بن أبي وقاص وهما، ففي بعض النسخ "يوم بدر" لا يوم أحد، على أن الغرض من نزول هذين الملكين في "أحد" حماية الرسول صلى الله عليه وسلم من الكفار، كما أوضحنا، والله أعلم.
-[ويؤخذ من الحديث]-
١ - فضيلة الثياب البيض.
٢ - وأن رؤية الملائكة لا تختص بالأنبياء.
٣ - ومنقبة لسعد بن أبي وقاص، الذي رأى الملائكة.
٤ - وفيه كرامة للنبي صلى الله عليه وسلم على الله تعالى، وإكرامه إياه بإنزال الملائكة تقاتل عنه.