للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان جميل الوجه، منفرج الأسارير، لكن إذا أتاه الوحي ثقل عليه، فتغير وجهه، وتصبب العرق من جبينه، وأخذه غطيط كغطيط النائم، فإذا ذهب الوحي عاد كما كان. صلى الله عليه وسلم.

-[المباحث العربية]-

(صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الأولى) قال النووي: يعني صلاة الظهر. اهـ.

وهو من إضافة الموصوف إلى صفته وقد أجازه النحويون الكوفيون وتأوله البصريون، على أن فيه محذوفا، تقديره: صلاة الساعات الأولى.

(ثم خرج إلى أهله) أي خرج من المسجد نحو بيوت أزواجه.

(فاستقبله ولدان) بكسر الواو، وسكون اللام، وتنوين النون، جمع وليد، بفتح الواو، وكسر اللام، وهو المولود حين يولد، والمراد هنا وصف الصبية بالصغر، والتعبير باستقبله يشعر بأنهم تعمدوا استقباله، ليمسح عليهم تبركا، وصاهم بذلك آباؤهم.

(فجعل يمسح خدي أحدهم واحدا واحدا) "خدي" بفتح الخاء والدال المشددة، مثنى خد، وكأنه صلى الله عليه وسلم كان يمسح الخدين بكفيه، أو كان يمسح الخدين باليمنى، وواحدا واحدا يشعر بأنه كان يستوعبهم جميعا.

(وأما أنا فمسح خدي) بالإفراد، وكان جابر إذ ذاك صبيا، ومات سنة ست وستين.

(فوجدت ليده بردا أو ريحا) "بردا" بفتح الباء وسكون الراء، ضد الحر، والظاهر أن هذا المسح كان في الصيف، وفي شدة الحر، وقد يراد من البرد الراحة والسكون، والمراد من الريح هنا الطيب و"أو" بمعنى الواو.

(كأنما أخرجها من جؤنة عطار) قال النووي: هي بضم الجيم والهمزة بعدها، ويجوز ترك الهمزة، بقلبها واوا، كما في نظائرها، وقد ذكرها كثيرون أو الأكثرون في الواو، قال القاضي: هي مهموزة، وقد يترك همزها، وقال الجوهري: هي بالواو، وقد تهمز، وهي السفط الذي فيه متاع العطار، هكذا فسره الجمهور، وقال صاحب العين: هي سليلة مستديرة، مغشاة أدما. أي جلدا، والمراد هنا إناء الطيب.

(ما شممت عنبرا قط، ولا مسكا، ولا شيئا أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم) "شممت" بكسر الميم الأولى، وفتحها لغة، حكاها الفراء، ويقال في مضارعه أشمه بالفتح على الأفصح، وبالضم على اللغة المذكورة.

والعنبر طيب معروف، وكذا المسك "وشيئا" أي من الطيب، من ذكر العام بعد الخاص، وفي رواية للبخاري "ولا شممت ريحا قط - أو عرفا قط - أطيب من ريح - أو عرف النبي صلى الله عليه وسلم" وفي رواية له "مسكة ولا عنبرة أطيب رائحة من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم" قال الحافظ ابن حجر: وقوله "عنبرة" ضبط بوجهين، أحدهما بسكون النون، بعدها باء، والآخر "عبيرا" بكسر الباء بعدها ياء، والأول معروف،

<<  <  ج: ص:  >  >>