(فسدل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناصيته) أي شعر ناصيته.
(ثم فرق بعد) أي فرق شعر رأسه بعد أن كان يسدل.
(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا مربوعا) وعند البخاري "كان ربعة" بفتح الراء وسكون الباء، أي مربوعا، والتأنيث باعتبار النفس، يقال: رجل ربعة، وامرأة ربعة، وقد فسر في الحديث بأنه ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير والمراد بالطويل البائن المفرط في الطول، مع اضطراب القامة، وفي رواية "كان ربعة، وهو إلى الطول أقرب" وفي رواية "رجل بين رجلين" وعند ابن أبي خيثمة "لم يكن أحد يماشيه من الناس ينسب إلى الطول إلا طاله رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولربما اكتنفه الرجلان الطويلان، فيطولهما، فإذا فارقاه نسبا إلى الطول، ونسب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الربعة" وفي الرواية الرابعة "ليس بالطويل الذاهب، ولا بالقصير".
(بعيد ما بين المنكبين) أي عريض الظهر.
(عظيم الجمة، إلى شحمة أذنيه)"الجمة" بضم الجيم وتشديد الميم المفتوحة الشعر الذي نزل إلى المنكبين، وفي رواية "كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق الوفرة، ودون الجمة""الوفرة" أقل من الجمة وهي الشعر النازل إلى شحمة الأذنين، و"اللحمة" التي ألمت بالمنكبين، و"شحمة الأذن" الجزء اللين في أسفلها، وهو معلق القرط منها، وفي الرواية الثالثة "شعره يضرب منكبيه" وفي الرواية الخامسة "كان شعرا رجلا" بفتح الراء وكسر الجيم وقد تسكن، "أي سلسا متسرحا بين الجعودة والسبوطة "ليس بالجعد ولا السبط" والجعودة في الشعر أن لا يتكسر ولا يسترسل، والسبوطة ضده، في رواية للبخاري "ليس بجعد قطط ولا بسط". "بين أذنيه وعاتقه" وفي الرواية السابعة "كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أنصاف أذنيه" قال القاضي والجمع بين هذه الروايات أن ما يلي الأذن هو الذي يبلغ شحمة أذنيه وهو الذي بين أذنيه وعاتقه، وما خلفه هو الذي يضرب منكبيه، قال: وقيل: ذلك لاختلاف الأوقات، فإذا غفل عن تقصيرها بلغت المنكب، وإذا قصرها كانت إلى أنصاف الأذنين، فكان الشعر يقصر ويطول بحسب ذلك، والعاتق ما بين المنكبين والعنق.
(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجها، وأحسنه خلقا) بفتح الخاء، قال النووي: قال أبو حاتم وغيره: هكذا تقول العرب "وأحسنه" - أي كان الظاهر أن يقول: وأحسنهم - يريدون: وأحسنهم، ولكن لا يتكلمون به، وإنما يقولون: أجمل الناس وأحسنه، ومنه الحديث "خير نساء ركبن الإبل نساء قريش، وأشفقه على ولد، وأعطفه على زوج" وحديث أبي سفيان "عندي أحسن نساء العرب وأجمله" أي وأجمل هذا الجنس.
(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضليع الفم) فسره الراوي في الحديث بعظيم الفم، قال النووي: كذا قاله الأكثرون، وهو الأظهر، قالوا: والعرب تمدح ذلك الرجل، وتذم فيه صغر الفم، وهو معنى قول ثعلب: واسع الفم، وقال شمر: عظيم الأسنان.