رأى آدميا، دخل داره بغير إذنه، ولم يعلم أنه ملك الموت، وقد أباح الشرع فقء عين الناظر في دار المسلم بغير إذن، وقد جاءت الملائكة إلى إبراهيم وإلى لوط في صورة آدميين، فلم يعرفهم ابتداء، ولو عرفهم إبراهيم لما قدم لهم المأكول، ولو عرفهم لوط لما خاف عليهم من قومه.
قال: وعلى تقدير أن يكون عرفه، فمن أين لهذا المبتدع مشروعية القصاص بين الملائكة والبشر؟ ثم من أين له أن ملك الموت طلب القصاص من موسى، فلم يقتص له.
وقال النووي: لا يمتنع أن يأذن الله لموسى في هذه اللطمة، امتحانا للملطوم.
وقال غيره: إنما لطمه لأنه جاء لقبض روحه، من قبل أن يخبره، لما ثبت أنه لم يقبض نبي حتى يخبر، فلهذا لما خيره في المرة الثانية أذعن.
وقال ابن قتيبة: إنما فقأ موسى العين التي هي تخييل وتمثيل، وليست عينا حقيقية، ومعنى "رد الله عينه" أعاده إلى خلقته الحقيقية.
وقيل على ظاهره، ورد الله إلى ملك الموت عينه البشرية، ليرجع إلى موسى على كمال الصورة، فيكون ذلك أقوى في اعتباره. قال الحافظ ابن حجر: وهذا هو المعتمد.
وجوز ابن عقيل أن يكون موسى أذن له أن يفعل ذلك بملك الموت، وأمر ملك الموت بالصبر على ذلك، كما أمر موسى بالصبر على ما يصنع الخضر.
١٣ - واستدل بقوله "فلك بكل شعرة سنة" على أن الذي بقي من الدنيا كثير جدا، لأن عدد الشعر الذي تواريه اليد كثير.
١٤ - واستدل به على جواز الزيادة في العمر، وقد قال به قوم في قوله تعالى {وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب} [فاطر: ١١] وأنه زيادة ونقص في الحقيقة.
ومنع قوم ذلك، وأجابوا عن قصة موسى بأن أجله قد كان قرب حضوره، ولم يبق منه إلا مقدار ما دار بينه وبين ملك الموت من المراجعتين، فأمر بقبض روحه أولا، مع سبق علم الله أن ذلك لا يقع إلا بعد المراجعة، وإن لم يطلع ملك الموت على ذلك أولا.
١٥ - وفيه فضل الدفن في الأماكن المقدسة، والفاضلة، والمواطن المباركة، والقرب من مدافن الصالحين. قاله النووي.
١٦ - ومن الرواية الخامسة النهي عن التفضيل بين الأنبياء.
١٧ - فضيلة موسى عليه السلام.
١٨ - أهل الذمة لهم ما لنا، وعليهم ما علينا.
١٩ - فضيلة يونس عليه السلام، وكذا من الرواية السابعة والثامنة.
٢٠ - ومن الرواية التاسعة فضيلة يوسف عليه السلام.
٢١ - وأن الناس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا.