تكون آية من كل سورة. كذا قال. وقرره الطيبي فقال: قوله {اقرأ باسم ربك} أي اقرأ مفتتحا باسم ربك، وأصح تقدير له قل "بسم الله" ثم اقرأ. قال: فيؤخذ منه أن البسملة مأمور بها في ابتداء كل قراءة. اهـ.
ونقل عن أبي الحسن بن القصار من المالكية أنه قال: في هذه القصة رد على الشافعي في قوله: إن البسملة آية من كل سورة. قال: لأن هذه أول سورة أنزلت، وليس في أولها البسملة. وتعقب هذا القول بأن الأمر بالبسملة موجود فيها وإن تأخر نزولها، وقال النووي: ترتيب آيات السور في النزول لم يكن شرطا، وقد كانت الآية تنزل، فتوضع في مكان قبل التي نزلت قبلها، ثم تنزل الأخرى، فتوضع قبلها، إلى أن استقر الأمر في آخر عهده صلى الله عليه وسلم على هذا الترتيب. اهـ.
٩ - استحباب تأنيس من نزل به أمر بذكر ما ييسره عليه ويهونه لديه.
١٠ - وأن من نزل به أمر استحب له أن يطلع عليه من يثق بنصحه وصحة رأيه.
١١ - وأن مكارم الأخلاق وخصال الخير سبب للسلامة من مصارع السوء.
١٢ - وفيه مدح الإنسان في وجهه في بعض الأحوال للمصلحة.
١٣ - وفيه أعظم دليل وأبلغ حجة على كمال خديجة رضي الله عنها وجزالة رأيها، وقوة نفسها وثبات قلبها، وعظم فقهها.
١٤ - وفيه ما كان عليه صلى الله عليه وسلم قبل النبوة من جميل الصفات.
١٥ - يؤخذ من ذهاب الرسول صلى الله عليه وسلم مع خديجة، ومن قول خديجة لورقة "اسمع من ابن أخيك" إرشاد صاحب الحاجة إلى أن يقدم بين يديه من يعرف بقدره، مما يكون أقرب منه إلى المسئول.
١٦ - ويؤخذ من قول ورقة "يا ليتني فيها جذعا" وتقريره على ذلك بعد الرسالة جواز تمني المستحيل إذا كان فعل خير، لأن ورقة تمنى أن يعود شابا، وهو مستحيل عادة. قال الحافظ ابن حجر: ويظهر لي أن التمني ليس مقصودا على بابه، بل المراد من هذا التنبيه على صحة ما أخبره به، والتنويه بقوة تصديقه فيما يجيء به.
١٧ - أخذ السهيلي من قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "أومخرجي هم؟ " شدة مفارقة الوطن على النفس، فإنه صلى الله عليه وسلم سمع قول ورقة أنهم يؤذونه، ويكذبونه، فلم يظهر منه انزعاج لذلك، فلما ذكر له الإخراج تحركت نفسه لذلك، لحب الوطن وإلفه، فقال: أومخرجي هم؟ قال: ويؤيد ذلك إدخال الواو بعد ألف الاستفهام مع اختصاص الإخراج بالسؤال عنه، فأشعر بأن الاستفهام على سبيل الإنكار أو التفجع، ويؤكد ذلك أن الوطن المشار إليه حرم الله، وجوار بيته، وبلدة الآباء من عهد إسماعيل عليه السلام. اهـ.
قال الحافظ ابن حجر: ويحتمل أن يكون انزعاجه من جهة خشية فوات ما أمله من إيمان قومه،