ويبشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة مع بلوى تصيبك. قال: فدخل. فوجد القف قد ملئ. فجلس وجاههم من الشق الآخر. قال شريك: فقال سعيد بن المسيب: فأولتها قبورهم.
٥٤٠٩ - عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: خرجت أريد رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدته قد سلك في الأموال. فتبعته، فوجدته قد دخل مالا، فجلس في القف، وكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر وساق الحديث بمعنى حديث يحيى بن حسان. ولم يذكر قول سعيد: فأولتها قبورهم.
٥٤١٠ - وفي رواية عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما إلى حائط بالمدينة لحاجته. فخرجت في إثره. واقتص الحديث بمعنى حديث سليمان بن بلال. وذكر في الحديث قال ابن المسيب: فتأولت ذلك قبورهم اجتمعت ها هنا، وانفرد عثمان.
-[المعنى العام]-
عثمان بن عفان رضي الله عنه أبو عمرو القرشي، هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، يجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في عبد مناف، قيل: إنه كان يكنى أبا عبد الله بابنه عبد الله، الذي رزق به من رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومات عبد الله المذكور صغيرا، وله ست سنين، وحكى ابن سعد أن موته كان سنة أربع من الهجرة وماتت أمه رقية قبل ذلك سنة اثنين.
وكان غنيا، لكنه أنفق كثيرا جدا من ماله في سبيل الله وكان ثالث الخلفاء الراشدين، وكان مثلا في صلة الرحم، وإكرام الأهل، مما أخذ عليه في مدة حكمه، وكان لين الجانب يثق في القريبين منه حتى سلم خاتم الدولة لقريبه، فكان يختم به على أشياء لا يقرها.
قال الحافظ ابن حجر في الإصابة: وكان سبب قتله أن أمراء الأمصار كانوا من أقاربه، كان بالشام كلها معاوية وبالبصرة سعيد بن العاص، وبمصر عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وبخراسان عبد الله بن عامر، وكان من حج من هذه الأمصار يشكو من أميره وكان عثمان لين العريكة كثير الإحسان والحلم وكان يستبدل ببعض أمرائه فيرضي الشاكين ثم يعيده، إلى أن رحل أهل مصر يشكون من ابن أبي سرح فعزله وكتب لهم كتابا بتولية محمد بن أبي بكر الصديق فرضوا بذلك فلما كانوا في أثناء الطريق رأوا راكبا على راحلة فاستخبروه فأخبرهم أنه من عند عثمان ومعه أمر باستقرار ابن أبي سرح، ومعاقبة جماعة من أعيانهم فأخذوا الكتاب ورجعوا وواجهوه به فحلف