(فجاء الحسن بن علي، فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي، فأدخله) وإنما دخل الحسين بنفسه دون إدخال لصغره وتغايرا من أخيه وإدلالا على جده بخلاف غيره.
(ثم قال: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا})"الرجس" في الأصل الشيء القذر، وأريد به هنا الذنب مجازا وقيل: الإثم، وقيل: الفسق وقيل: الشرك وقيل: الشيطان وقيل: الشك، وقيل: البخل والطمع وقيل الأهواء والبدع وقيل: ما يعم كل ذلك والمعنى: إنما يريد الله سبحانه وتعالى أن يذهب عنكم الرجس ويصونكم من المعاصي صونا بليغا، فيما أمر ونهى، ونصب "أهل البيت" على النداء، و"أل" في "البيت" للعهد أي بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وجمهور المفسرين على أن المراد من "أهل البيت" أزواجه المطهرات وتوحيد البيت لأن بيوتهن باعتبار إضافتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم بيت واحد وباعتبار إضافتها إليهن متعددات، كما في قوله تعالى {وقرن في بيوتكن} وأورد ضمير جمع المذكر "عنكم ... ويطهركم" رعاية للفظ الأهل، والعرب كثيرا ما يستعملون صيغ المذكر في مثل ذلك، فقد قال موسى لامرأته {امكثوا إني ءانست نارا}[طه: ١٠، القصص: ٢٩] والتذكير أدخل في التعظيم وسابق الآية ولاحقها يؤيد ذلك.
وقيل: المراد من البيت بيت النسب، وقيل: المراد بهم جميع بني هاشم ذكورهم وإناثهم أي المؤمنون من بني هاشم عند الحنفية وبنو المطلب عند الشافعية وفي المسألة كلام كثير.
-[فقه الحديث]-
ولد الحسن في نصف شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة على المشهور ومات مسموما، ودفن بالبقيع سنة خمسين.
أما الحسين فولد في شعبان سنة أربع من الهجرة على الصحيح وقتل بكربلاء يوم عاشوراء سنة إحدى وستين.
وقد أخرج البخاري بالإضافة إلى بعض أحاديث الباب - عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر - والحسن إلى جنبه - ينظر إلى الناس مرة وإليه مرة ويقول:"ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين".
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أتي عبيد الله بن زياد برأس الحسين بن علي فجعل في طست فجعل ينكت - في رواية "بقضيب له في أنفه" وفي رواية في عينه وأنفه" - وقال في حسنه شيئا فقال أنس: كان أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم وفي رواية للطبراني "فقلت: ارفع قضيبك فقد رأيت فم رسول الله صلى الله عليه وسلم في موضعه"
وعن عقبة بن الحارث قال: "رأيت أبا بكر رضي الله عنه وحمل الحسن وهو يقول: بأبي. شبيه بالنبي، ليس بعلي، وعلي يضحك".
وعن أنس "لم يكن أحد أشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم من الحسن بن علي".