الأمة. بل قال بعضهم: إنه غير صحيح وأن الصحيح ما روي في الصحيحين وغيرهما عن عائشة. وهو ما تقدم شرحه في الحديث السابق.
ولما كان الخبران واردين في الصحيح حاول العلماء رفع التعارض بينهما، فذكر السيوطي في الإتقان خمسة أجوبة:
الأول: أن السؤال في حديث جابر كان عن نزول سورة كاملة فبين أن "المدثر" نزلت بكمالها قبل تمام سورة "اقرأ" فإن أول ما نزل منها صدرها.
الثاني: أن مراد جابر بالأولية أولية مخصوصة بما بعد فترة الوحي لا أولية مطلقة.
الثالث: أن مراده بالأولية أولية مخصوصة بالأمر بالإنذار فأول ما نزل للنبوة "اقرأ" وأول ما نزل للرسالة "يا أيها المدثر".
الرابع: أن مراده أن المدثر أول ما نزل بسبب متقدم، وهو ما وقع من التدثر الناشئ عن الرعب، وأما "اقرأ" فنزلت ابتداء بغير سبب متقدم.
الخامس: أن جابر استخرج ذلك باجتهاده، وليس هو من روايته فيقدم عليه ما روت عائشة رضي الله عنها.
وأحسن هذه الأجوبة الأول.
والله أعلم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute