للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعندي أن التفضيل بحث غير علمي، لا طائل تحته وعلمه عند الله فمقادير الفضائل وتقدير كل فضيلة مرجعه إلى الله تعالى وحده وواجبنا الاعتراف بالفضائل وتعظيم أصحابها والله أعلم.

٥ - ومن غيرة عائشة رضي الله عنها ثبوت غيرة النساء وأنها غير مستنكر وقوعها من فاضلات النساء فضلا عمن دونهن.

٦ - وأن عائشة كانت تغار من نساء النبي صلى الله عليه وسلم لكن كانت تغار من خديجة أكثر.

٧ - وأن الغيراء قد تعذر لما يصدر منها، قال الطبري: وغيره من العلماء: الغيرة مسامح للنساء ما يقع فيها، ولا عقوبة عليهن في تلك الحالة، لما جبلن عليه منها اهـ. وهذا فيما صدر من توافه الأمور أو كان لها عذر ظاهر وقد اعتذروا عن عائشة في موقفها من ذكر خديجة بأنها قد اجتمع فيها حينئذ الغيرة، مع صغر السن مع الإدلال فلا يقال على الإطلاق بالصفح عن الغيراء فيما تأتي بسبب الغيرة وحدها ثم إن عائشة لم تأت محرما وإنما صدر منها في وقت الغيرة ما لا يصدر منها في حال عدم الغيرة.

٨ - وفي هذه الأحاديث مزيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم لخديجة رضي الله عنها، وفي قوله صلى الله عليه وسلم في الرواية السابعة "إني قد رزقت حبها" أن حب الرسول صلى الله عليه وسلم فضيلة لمن يحبه.

٩ - وفي موقف الرسول صلى الله عليه وسلم من خديجة بعد موتها دليل لحسن العهد، وحفظ الود، ورعاية حرمة الصاحب والعشير، في حياته، وبعد وفاته، وإكرام أهل ذلك الصاحب.

١٠ - وفي إخبار عائشة - رضي الله عنها - بغيرتها من خديجة، وبما قد ينقص عند البعض من رفعتها ومكانتها زيادة إيمان، وفرط إنصاف.

والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>