إنها طفلة يراها صباح مساء وكان في هذه الفترة يذهب صلى الله عليه وسلم إلى بيت أبي بكر مرة أو مرتين في اليوم إنها في هذه السن وفي هذا الجسم النحيل لا تصلح للزواج فكيف يفهم كلام جبريل؟ أهي بشرى سابقة لما سيقع بعد سنين؟ لكنها حق من عند الحق. فكان يقول: إن كان هذا قدر الله فسيقع.
وفي يوم من أيام الحزن على خديجة جاءته الخاطبة خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون فقالت: يا رسول الله ألا تتزوج؟ فتخرج من هذا الحزن؟ قال: من؟ قالت: إن شئت بكرا وإن شئت ثيبا؟ قال: فمن البكر؟ قالت: بنت أحب خلق الله إليك عائشة بنت أبي بكر قال: ومن الثيب؟ قالت: سودة بنت زمعة، آمنت بك واتبعتك قال: فاذهبي فاخطبيهما لي.
خطبها صلى الله عليه وسلم على أساس الانتظار بدخولها حتى تنضج وتصلح ثم هاجر وهاجرت من بعده وبعد سنة من الهجرة دخل بها وهي بنت تسع سنين، وعاشت في بيته تسع سنين، تعطيه من عذوبة البنت، وحنان الأم وهي الصبية الصغيرة، وعواطف الزوجة الشابة الحبيبة، حتى كانت أحب الناس إليه.
روى ابن سعد أنها قالت:"فضلت بعشر أتاه الملك بصورتي في كفه لينظر إليها - تشير بذلك إلى روايتنا الأولى - ولم ينكح بكرا غيري، ولا امرأة أبواها مهاجران غيري، وأنزل الله براءتي من السماء، وكان ينزل عليه الوحي وهو معي" تشير إلى روايتنا الثالثة عشرة وما سيأتي في المباحث العربية، في رده صلى الله عليه وسلم على أم سلمة، كما جاء في البخاري "وكنت أغتسل أنا وهو من إناء واحد وكان يصلي وأنا معترضة بين يديه، وقبض بين سحري ونحري، في بيتي وفي ليلتي" تشير إلى روايتنا السادسة والسابعة، "ودفن في بيتي" زاد في رواية "ورأيت جبرائيل، وكنت أحب نسائه إليه، ومرضته، فقبض ولم يشهده غيري والملائكة".
عاشت رضي الله عنها بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم طويلا إذ ماتت سنة ثمان وخمسين في رمضان، وأمرت أن تدفن ليلا فدفنت بعد التراويح والوتر بالبقيع وصلى عليها أبو هريرة، ونزل قبرها خمسة: عبد الله وعروة، ابنا أختها، ابنا الزبير، والقاسم بن محمد، وعبد الله بن محمد، ابنا محمد أخيها، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر.
قال الزهري: لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل.
رضي الله عنها وأرضاها بقدر ما خدمت الشريعة وبلغت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
-[المباحث العربية]-
(أريتك في المنام ثلاث ليال) أي ثلاث مرات في ثلاث ليال أراه الله إياها أو أراه الملك إياها.
(جاءني بك الملك في سرقة من حرير)"سرقة" بفتح السين والراء وهي الشقق، أي