(فدعا لنا ولأحمس)"أحمس" على وزن أحمر وهم إخوة بجيلة بفتح الباء وكسر الجيم رهط جرير وفي الرواية الرابعة "فبرك رسول الله صلى الله عليه وسلم على خيل أحمس ورجالها خمس مرات" أي دعا لهم بالبركة وفي رواية "فدعا لأحمس بالبركة" وقد قيل في حكمة الخمس أنها مبالغة مع الاحتفاظ بالوتر وقال الحافظ ابن حجر: يحتمل أن يكون دعا للخيل والرجال أو لهما معا ثم أراد التأكيد في تكرير الدعاء ثلاثا، فدعا للرجال مرتين أخريين وللخيل مرتين أخريين ليكمل لكل من الصنفين ثلاثا فكان مجموع ذلك خمس مرات.
(يكنى أبا أرطاة) في ملحق الرواية "أبو أرطاة حصين بن ربيعة""أرطاة" بفتح الهمزة وسكون الراء وقلبه بعضهم فقال: ربيعة بن حصين ومنهم من سماه أرطاة والصواب أبو أرطاة ومنهم من سماه حصن بكسر الحاء وسكون الصاد وعند بعض الرواة "حسين" بدل "حصين" وهو تصحيف.
(إضافة) زاد البخاري في رواية: قال "ولما قدم جرير اليمن، كان بها رجل يستقسم بالأزلام فقيل له: إن رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم ها هنا، فإن قدر عليك ضرب عنقك قال: فبينما هو يضربها - أي بالأزلام - إذ وقف عليه جرير فقال: لتكسرنها - أي الأزلام - ولتشهدن أن لا إله إلا الله أو لأضربن عنقك فكسرها وشهد ثم بعث جرير رجلا من أحمس يكنى أبا أرطاة إلى النبي صلى الله عليه وسلم يبشره بذلك".
قال الحافظ ابن حجر: هذا يشعر باتحاد قصة غزوة ذي الخلصة بقصة ذهابه إلى اليمن، وكأنه لما فرغ من أمر ذي الخلصة، وأرسل رسوله مبشرا، استمر ذاهبا إلى اليمن.
-[فقه الحديث]-
-[يؤخذ من الحديث: ]-
١ - فيه مناقب عظيمة لجرير وقومه، ونصرهم للإسلام، ومحاربتهم القوم الذين هم منهم
٢ - وبركة يد رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعائه.
٣ - وأنه كان يدعو وترا، وقد يجاوز الثلاث، فيكون فيه تخصيص لحديث أنس "كان إذا دعا دعا ثلاثا" فيحمل على الغالب، وكأن الزيادة لمعنى اقتضى ذلك.
٤ - وفيه مشروعية إزالة ما يفتتن به الناس، من بناء وغيره سواء كان إنسانا أو حيوانا أو جمادا.