(فإذا هي مطوية كطي البئر، وإذا لها قرنان كقرني البئر) في رواية للبخاري "له قرون" البئر المطوية هي المبنية والبئر قبل أن تبنى تسمى قليبا وقرون البئر جوانبها التي تبنى من حجارة ترتفع فتوضع عليها الخشبة التي تعلق فيها البكرة والعادة أن لكل بئر قرنين وفي رواية للبخاري "بين كل قرنين ملك بيده مقمعة من حديد"
(وإذا فيها ناس قد عرفتهم) وفي رواية "فإذا فيها ناس عرفت بعضهم" وفي رواية للبخاري (وأرى فيها رجالا معلقين بالسلاسل رءوسهم أسفلهم عرفت فيها رجالا من قريش" قال الشارحون: لم نقف على اسم أحد منهم.
(فلقيهما ملك فقال لي: لم ترع) بضم التاء وفتح الراء أي لم تفزع وفي رواية "لن تراع" فعلى الأول ليس المراد أنه لم يقع له فزع فقد فزع فعلا ولكن لما كان الذي فزع منه لن يستمر فكأنه لم يفزع أو هو من قبيل تنزيل القليل منزلة العدم وعلى الثاني فالمراد أنك لا روع عليك بعد ذلك قال ابن بطال: إنما قال له ذلك لما رأى منه من الفزع فعند ابن أبي شيبة "فلقيه ملك وهو يرعد فقال: لم ترع" ووقع عند كثير من الرواة "لن ترع" بحرف "لن" ووجهه ابن مالك بأنه سكن العين للوقف ثم شبهه بسكون الجزم فحذف الألف ثم أجرى الوصل مجرى الوقف قيل: ويجوز أن يكون جزمه بلن وهي لغة قليلة حكاها الكسائي وفي رواية للبخاري "فتلقاهما ملك فقال: لم ترع خليا عنه" وفي رواية للبخاري "فانصرفوا بي عن ذات اليمين" قال القرطبي: إنما فسر الشارع من رؤيا عبد الله ما هو ممدوح لأنه عرض على النار ثم عوفي منها وقيل له: لا روع عليك وذلك لصلاحه غير أنه لم يكن يقوم الليل فحصل له من ذلك تنبيه على أن قيام الليل مما يتقى به النار والدنو منها فلذلك لم يترك قيام الليل بعد ذلك وأشار المهلب إلى أن السر في ذلك كون عبد الله كان ينام في المسجد ومن حق المسجد أن يتعبد فيه فنبه على ذلك بالتخويف بالنار.
(فقصصتها على حفصة فقصتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم) في الروايتين اللتين ساقهما مسلم هنا رؤيا قطعة الحرير وفيها "فقصصته على حفصة فقصته حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم" ورؤيا جهنم وفيها "فقصصتها على حفصة فقصتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم" ولا إشكال في ذلك سواء رآهما عبد الله في ليلة وأخبر بهما معا حفصة فأخبرت بهما حفصة رسول الله صلى الله عليه وسلم على مرتين أو رآهما في ليلتين وأخبر بهما حفصة متفرقتين فأخبرت بهما حفصة متفرقتين والمستبعد أن تكون حفصة قد أخبرت بهما مجتمعتين لقوله في رواية للبخاري "فقصت حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم إحدى رؤياي" أي قصت إحدى رؤياي أولا ثم قصت الأخرى.
(نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل) "لو" للتمني لا للشرط فلا تحتاج إلى جواب لأن مدحه لا يتوقف على صلاة الليل.