النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا أقول لأحد من الأحياء: إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام" وبلغني أنه قال "وسلمان الفارسي" لكن هذا السياق منكر، فإن كان محفوظا حمل على أنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك قديما قبل أن يبشر غيره بالجنة.
وجنح النووي إلى ترجيح أحاديث التبشير بالجنة على حديث نفي سعد فقال: ولو نفاه سعد كان الإثبات مقدما عليه. اهـ. لكن التوجيه أقعد وأكثر قبولا.
(كنت في ناس فيهم بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم) ذكر بعضهم في الرواية الثالثة.
(فجاء رجل في وجهه أثر من خشوع فقال بعض القوم: هذا رجل من أهل الجنة) في الرواية الثالثة "فمر عبد الله بن سلام فقالوا: هذا رجل من أهل الجنة" وفي الرواية الرابعة "كنت جالسا في حلقة في مسجد المدينة وفيه شيخ حسن الهيئة وهو عبد الله بن سلام فجعل يحدثهم حديثا حسنا فلما قام قال القوم: من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا". وللجمع بين الروايات يقال: إنه مر على الحلقة في المسجد فصلى ركعتين فجلس في الحلقة فجعل يحدثهم ثم قام فقالوا ما قالوا ... فذكر بعض الرواة من الأحداث ما لم يذكر الآخر.
(فصلى ركعتين يتجوز فيهما ثم خرج) قال النووي: "فصلى ركعتين فيها ثم خرج" وفي بعض النسخ "فصلى ركعتين فيهما، ثم خرج" وفي بعضها "فصلى ركعتين ثم خرج" فهذه الأخيرة ظاهرة، وأما إثبات "فيها" أو "فيهما" فهو الموجود لمعظم رواة مسلم وفيه نقص وتمامه ما ثبت في البخاري "ركعتين تجوز فيهما". اهـ. والنسخة التي بين يدي لا نقص فيها ولله الحمد.
وفي الرواية الرابعة "فقلت: والله لأتبعنه فلأعلمن مكان بيته"
(فاتبعته) وسرت خلفه ثم بجواره ثم أشعرته أنني بحاجة إليه فصحبته وصحبني وفي الرواية الرابعة "فانطلق حتى كاد أن يخرج من المدينة".
(فدخل منزله) ودعاني للدخول ودخلت وفي الرواية الرابعة "ثم دخل منزله فاستأذنت عليه فأذن لي".
(فتحدثنا) في غير هذا الموضوع.
(فلما استأنس) لي واستعد لإجابتي عما أريد وفي الرواية الرابعة "قال: ما حاجتك يا ابن أخي"؟ .
(قلت له: إنك لما دخلت) المسجد فمررت بالحلقة فصليت ركعتين ثم جلست فيها وتكلمت ما تكلمت، ثم خرجت.