للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(فجعلت إذا أردت أن أصعد خررت على استى) أي وقعت على عجزي والاست بهمزة وصل العجز وقد يراد به حلقة الدبر.

(حتى فعلت ذلك مرارا) كلما حاولت الصعود سقطت على عجزي فلم أتمكن من الصعود.

(ثم انطلق بي حتى أتى بي عمودا رأسه في السماء وأسفله في الأرض) هذا العمود هو المذكور في الرؤيا في الرواية الثانية عن جزء الرؤيا الثاني إذ قال فيها:

(ووسط الروضة عمود من حديد أسفله في الأرض وأعلاه في السماء) وفي الرواية الثالثة "إنما رأيت كأن عمودا وضع في روضة خضراء فنصب فيها".

(في أعلاه عروة) العروة من الثوب مدخل زره ومن الكوز والكوب مقبضه ومن الحبل دائرة في نهايته يستمسك بها، وفي الرواية الثالثة "في رأسها عروة - أي في رأس العمود باعتباره قطعة من حديد طويلة أو باعتباره دعامة وفي أسفلها منصف" قال النووي: هو بكسر الميم وفتح الصاد ويقال بفتح الميم أيضا وقد فسره الراوي في الحديث بالخادم والوصيف وهو صحيح قالوا: هو الوصيف الصغير المدرك للخدمة.

(فقيل لي: ارقه) أي ارق العمود واصعده وفي رواية البخاري "ارق" وفي رواية "راقه" وفي الرواية الرابعة "فقيل لي: اصعد فوق هذا".

(فقلت له: لا أستطيع) وفي الرواية الرابعة "قلت: كيف أصعد هذا؟ ورأسه في السماء"؟ .

(فجاءني منصف، فقال بثيابي من خلفي - وصف أنه رفعه من خلفه بيده) وعبر عن الفعل بالقول في الرواية الرابعة.

(فأخذ بيدي فزجل بي فإذا أنا متعلق بالحلقة) "فزجل بي" أي رمى بي يقال: زجله وزجل به زجلا رفعه ورمى به والمعنى أن الوصيف أخذه من يده ومن ثوبه من خلفه وقذف به إلى أعلى العمود فأمسك بالعروة وفي الرواية الثانية "فرقيت حتى كنت في أعلى العمود فأخذت بالعروة" و"رقيت" بكسر القاف على اللغة المشهورة الصحيحة وحكي فتحها.

(فقيل لي: استمسك فلقد استيقظت وإنها لفي يدي) في الرواية الرابعة "ثم ضرب العمود فخر قال: وبقيت متعلقا بالحلقة حتى أصبحت" قال الحافظ ابن حجر: المعنى أن الاستيقاظ كان حال الأخذ بالحلقة من غير فاصل ولم يرد أنها بقيت في يده في حال يقظته ولو حمل على ظاهره لم يمتنع في قدرة الله. لكن الذي يظهر خلاف ذلك، ويحتمل أن يريد أن أثرها بقي في يده بعد الاستيقاظ كأن يصبح فيرى يده مقبوضة.

<<  <  ج: ص:  >  >>