بالحاء والجيم، واتفق العلماء على أنه غلط، وإنما اشتبه على أبي عوانة بذات حاج، وهي موضع بين المدينة والشام، على طريق الحجيج، وأما روضة خاخ فبين مكة والمدينة، بقرب المدينة.
(فإن بها ظعينة، معها كتاب، فخذوه منها) في ملحق الرواية "فقال: انطلقوا، حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها امرأة من المشركين، معها كتاب من حاطب إلى المشركين .... " والمراد بالظعينة هنا المرأة وأصلها الراحلة أو الهودج، وذكر ابن إسحاق أن اسمها سارة، وذكر الواقدي أن اسمها كنود، وفي رواية أم سارة، وذكر الواقدي أن حاطبا جعل لها عشرة دنانير على ذلك، وقيل: دينارا واحدا، وهو أقرب، وقيل: إنها كانت مولاة العباس.
(فانطلقنا تعادى بنا خيلنا) بفتح التاء وحذف إحدى التاءين، والأصل تتعادى بنا خيلنا، أي تجري بنا وتتبارى، وتتسابق، يقال: عدا يعدو عدوا، وتعادوا أي تباروا في العدو.
(فإذا نحن بالمرأة) في رواية للبخاري "فانطلقنا تعادى بنا خيلنا، حتى أتينا الروضة، إذا نحن بالظعينة" أي فأنزلوها عن راحلتها، ففي رواية للبخاري "فأدركناها تسير على بعير لها، فأنخناها".
(فقلنا: أخرجي الكتاب، فقالت: ما معي كتاب، فقلنا: لتخرجن الكتاب، أو لتلقين الثياب)"لتخرجن" بالتاء وكسر الجيم، أمر لها مؤكد بالنون، أو "لتلقين" ضبطت بالتاء خطاب لها، قال الحافظ ابن حجر: والوجه حذف الياء، وضبطت، بالنون وكسر القاف وفتح الياء بعدها نون التوكيد على أنه للمتكلمين، في رواية للبخاري "فالتمسنا، فلم نر كتابا، فقنا: ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم، لتخرجن الكتاب، أو لنجردنك، فلما رأت الجد، أهوت إلى حجزتها - وهي محتجزة بكساء - فأخرجته" والحجزة بضم الحاء وسكون الجيم معقد الإزار والسراويل.
(فأخرجته من عقاصها) بكسر العين، أي شعرها المضفور، جمع عقصة، بكسر العين وسكون القاف، وهي الخصلة من الشعر معقوصة، والعقاص أيضا بكسر العين خيط تشد به أطراف الذوائب، وجمعه عقص بضم العين والقاف، وجمع بين إخراج الكتاب من عقاصها أو حجزتها، بأنها أخرجته أولا من حجزتها، فأخفته في عقاصها، ثم اضطرت إلى إخراجه، أو بالعكس، أو بأن تكون عقيصتها طويلة بحيث تصل إلى حجزتها، فربطته في عقيصتها، وغرزته بحجزتها.
(فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم) ظاهره أنهم رجعوا بالكتاب وتركوها، لكن في رواية للبخاري في باب فضل من شهد بدرا "فأخرجته، فانطلقنا بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم" فيحتمل أنهم أخذوها معهم، فأطلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهي غير مذنبة إذ لم تكن مسلمة، أو كانت مسلمة ولم تعلم ما في الكتاب.
(فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس من المشركين، من أهل مكة) لم تذكر أسماء المرسل إليهم في الصحيح، لكن روى الواقدي بسند له مرسل "أن حاطبا كتب إلى سهيل بن عمرو، وصفوا بن أمية، وعكرمة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في الناس بالغزو، ولا أراه يريد غيركم، وقد أحببت أن يكون لي عندكم يد".