(وايم الله) الواو للاستئناف، و"ايم" بألف الوصل، وأصلها "ايمن" حذفت النون لغة، وأضيفت إلى لفظ الجلالة. وهو مرفوعة على الابتداء، والخبر محذوف، والتقدير "ايمن الله قسمي" وليست جمع يمين، فذاك همزته همزة قطع.
(لا أطعم طعاما، ولا أشرب شرابا، حتى أذكر ما قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم) المقصود بهذه الجملة حتمية تحقيق المقسم عليه، وسرعته.
(ونحن كنا نؤذى، ونخاف) بضم النون فيهما، مبني للمجهول، ولم تقل: وأنتم كنتم في سلامة وأمن، لأنهم كانوا كذلك يؤذون ويخافون، وكأنها تقول: وشاركناكم الأذى والخوف، بعد أن زدنا عنكم الجوع والجهل والبعد عن مصدر السعادة والعلم.
(وسأذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأسأله) عن الحق، أهو في قولك؟ أو في قولي؟ .
(والله لا أكذب، ولا أزيغ، ولا أزيد على ذلك) أي ووالله لن أكذب عليك وأدعي عليك خلاف ما قلت، ولن أحرف ما قلت، ولن أزيد شيئا على ما قلت.
(فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم) الظاهر أنها ظلت مع حفصة حتى جاءها رسول الله صلى الله عليه وسلم في مروره على كل واحدة من نسائه كل يوم، حتى يصل إلى صاحبة الليلة، فيقيم عندها، أو صادفت زيارة أسماء ليلة حفصة.
(قالت: يا نبي الله، إن عمر قال كذا وكذا) الظاهر أن عمر كان قد انصرف، ولم يحضر الشكوى، وفي رواية للبخاري "قال: فما قلت له؟ قالت: قلت له كذا وكذا".
(قال: ليس بأحق بي منكم) لم يقل: كذب، صيانة للسانه من العيب، ونفي الأحقية يحتمل إثباتها لأسماء وأصحابها، أي أنتم أحق بي منهم، ويحتمل المساواة، أي وأنتم وهم في أحقيتكم بي سواء، لكن ظاهر التعليل أن المراد الأول.
(له ولأصحابه هجرة واحدة، ولكم أنتم أهل السفينة هجرتان)"أهل" منصوب على الاختصاص، أو على النداء بحذف أداته، ويجوز جره على البدل من الضمير، والمقصود من "أهل السفينة" ركابها الذين هاجروا من الحبشة إلى المدينة بواسطتها، زاد في رواية "هاجرتم مرتين، هاجرتم إلى النجاشي، وهاجرتم إلي" وعند ابن سعد "قالت أسماء بنت عميس: يا رسول الله، إن رجالا يفخرون علينا، ويزعمون أنا لسنا من المهاجرين الأولين؟ فقال: بل لكم هجرتان، هاجرتم إلى أرض الحبشة، ثم هاجرتم بعد ذلك".
(قالت: فلقد رأيت أبا موسى وأصحاب السفينة، يأتوني أرسالا، سألوني عن هذا الحديث) قال الحافظ ابن حجر: يحتمل أن يكون هذا من رواية أبي موسى عنها، فيكون من رواية