أخيه في الأول: "أترد على رسول الله أمره؟ " ومعنى "بحسبكم أن تكونوا من الخيار" أي يكفيكم أن تكونوا من الأفاضل، لأنهم بالنسبة لمن دونهم أفضل، وكأن المفاضلة بينهم وقعت بحسب السبق إلى الإسلام، وبحسب مساعيهم في إعلاء كلمة الله، ونحو ذلك.
و"أبو حميد" و"أبو أسيد" كلاهما ساعدي من قبيلة سعد بن عبادة، لكنهما لم يغضبا غضبته، بل رويا الحديث على الرغم من أنه يؤخر قبيلتهم، بل يقول أبو أسيد في الرواية الثامنة: "والله. لو كنت مؤثرا بها أحدا لآثرت بها عشيرتي". ويقول في الرواية التاسعة: "أتهم أنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ لو كنت كاذبا لبدأت بقومي، بني ساعدة". ولعل سعدا يرى أنه رئيس وزعيم بني ساعدة، وعليه أولا تقع مسئولية الدفاع عنهم.
(عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: خرجت مع جرير بن عبد الله البجلي في سفر) سبق الكلام عن جرير في باب خاص من فضائله، قبل اثني عشر بابا، وهو يمني، وأنس أنصاري، من بني النجار.
(فكان يخدمني) حبا في الأنصار، وتقديرا لهم، لما لهم من فضائل في الإسلام.
-[فقه الحديث]-
-[يؤخذ من الحديث]-
١ - من الروايات جواز تفضيل القبائل والأشخاص، لكن بغير مجازفة ولا هوى، ولا يكون هذا من قبيل الغيبة المحرمة.
٢ - ومن الرواية الأولى أنه لا غضاضة من ذكر تقصير الإنسان في جانب الله، ما دام قد عفي عنه.
٣ - وأن التقصير لا يمنع من ولاية الله للمقصر.
٤ - وأن القرآن كان ينزل استجابة لبعض الأحداث.
٥ - وفيها فضيلة ظاهرة لقبيلتي بني سلمة وبني حارثة من الأنصار.
٦ - ومن الرواية الثانية أن صلاح الآباء ينفع الذرية والأتباع.
٧ - ومن الرواية الرابعة إخبار من تحبه أنك تحبه.
٨ - والقيام والاهتمام بمن تحب.
٩ - وفي الرواية الخامسة جواز أن يخلو المسلم بالمرأة عن الناس، بحيث لا يسمع كلامهما، إذا كان مما يخافت به، كالشيء الذي تستحي المرأة من ذكره بينهم، وقد سبق عند مسلم عن أنس "أن امرأة كان في عقلها شيء، قالت: يا رسول الله، إن لي إليك حاجة، فقال: يا أم فلان، انظري أي السكك شئت، حتى أقضي لك حاجتك".