بكل المقاييس للوصول إلى النتائج الأفضل والأحسن بعكس العنف الذي إن نجح في حل مشكلة خلف وراءه حقدا ورغبة في الثأر والانتقام وما أكثر عدم نجاحه وتعقيده لغير المعقد ومضاعفة تعقيده للعقد حقا ما دخل الرفق في شيء إلا زانه وجمله وحسنه وما دخل العنف في شيء إلا شانه وعيبه وقبحه وأساء إليه وما أحسن قوله تعالى {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين}[الأعراف ١٩٩]{ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم}[فصلت ٣٤، ٣٥]
-[المباحث العربية]-
(من يحرم الرفق يحرم الخير) أي يحرم قدرا كبيرا من الخير وليس المراد من جميع الخير ففي الأعمال الصالحة الأخرى خير كثير والرفق بكسر الراء وسكون الفاء هو لين الجانب بالقول والفعل والأخذ بالأسهل وهو ضد العنف و"من" بفتح الميم اسم شرط يجزم فعلين "يحرم" بضم الياء مبني للمجهول مجزوم بالسكون وحرك بالكسر للتخلص من التقاء الساكنين ويحتمل أن تكون "من" موصولة و"يحرم" مرفوع
(إن الله رفيق) في هذا الوصف كلام كثير يأتي في فقه الحديث
(يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف) هذه مقارنة بين عنف في خير كتربية الأولاد مثلا وكأمر بالمعروف ونهي عن المنكر فهو مثاب عليه وبين الوصول إلى نفس النتيجة عن طريق الرفق فالأجر على النتيجة الواحدة يكون لمن استخدم الرفق أكثر منه لمن استخدم العنف
(وما لا يعطي على سواه) الوسائل ثلاث عنف ورفق ووسط لا يوصف برفق ولا بعنف فالمراد مما سوى العنف ما لا يوصف بعنف ولا رفق كالأمور والأوامر العادية الجارية والمعنى يعطي أجرا على الرفق أكبر من الأجر على استخدام العنف للوصول إلى النتيجة وأكبر من استعمال اللاعنف واللارفق للوصول إلى نفس النتيجة والقاضي عياض يجعل العطاء عطاء دنيويا ويريد به النتائج فيقول معناه يتأتى به من الأغراض ويسهل به من المطالب ويحصل به من النتائج ما لا يحصل بغيره
(إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه) يقال زانه يزينه زينا جمله وحسنه
(ولا ينزع من شيء إلا شانه)"ينزع" بضم الياء وفتح الزاي بينهما نون ساكنة مبني للمجهول ويقال شانه يشينه شينا شوهه وعابه والشين العيب والقبح