البصر وحشرج الصدر واقشعر الجلد وتشنجت الأصابع فعند ذلك من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه.
٥٩٣٢ - عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه".
-[المعنى العام]-
الدنيا سجن المؤمن جعلها الله مزرعة الآخرة فمن يعمل فيها مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل فيها مثقال ذرة شرا يره والموت هو باب الخروج من السجن إلى الدار الأخرى لكن قد تكون الدار التي بعد السجن دار عذاب وشقاء وجحيم وقد تكون دار سعادة وهناء ونعيم نتيجة لما زرع الزارع في سجنه وما عمل العامل في دنياه فمن زرع حصد ومن زرع قمحا حصد قمحا ومن زرع شوكا ومرا لم يحصد إلا شوكا ومرا والشقي يلهو في دنياه ناسيا أخراه ينعم بما يأكل ويشرب ويتمتع كما تأكل الأنعام ويغتر بطول الليالي والأيام لا يعرف حقيقتها وأنها ساعة النهاية تكون كفيلم شاهده مرت أحداثه في دقائق من ليل أو نهار عند النهاية {فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون} ولا تملكون له شيئا {ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها إن كنتم صادقين}[الواقعة ٨٣ - ٨٧] هل يستطيع أحد منكم مهما بلغ من الطب أن يرجعها إلى الجسد إذا بلغت الحلقوم وهل يستطيع المحتضر أن يخبركم بما يرى إنه يرى مقعده من الجنة أو مقعده من النار لكنه قد ختم على لسانه وعلى قلبه فلا ينطق ولا يشير إنه إن كان شقيا كره المصير وكره الدار الآخرة وقال أخروني أخروني إلى أين أذهب لا أحب أن أذهب لا أحب أن أذهب إلى قبري إنه حفرة من حفر النار وأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم يراها في انتظاره فيحب لقاء الله ويحب التقدم للآخرة ويقول لمن حوله وإن كانوا لا يسمعون أسرعوا بي أسرعوا بي أسرعوا بي إلى قبري إلى روضة من رياض الجنة ويقول كما قال صلى الله عليه وسلم "اللهم الرفيق الأعلى"
في هذه الساعة الحرجة وفي هذه اللحظات الدقيقة من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه وفتح له أبواب رحمته ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه وأعد له جزاء ما قدمت يداه جعلنا الله ممن يحبون لقاءه ويحب لقاءهم
-[المباحث العربية]-
(من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه) لقاء الله