للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

انطلقي" وفي رواية "فأسلمت إلي نفسها فلما كشفتها ارتعدت من تحتي فقلت مالك قالت أخاف الله رب العالمين فقلت خفتيه في الشدة ولم أخفه في الرخاء فتركتها" وترك لها المال

(وقال الآخر اللهم إني كنت قد استأجرت أجيرا بفرق أرز فلما قضى عمله قال أعطني حقي فعرضت عليه فرقه فرغب عنه فلم أزل أزرعه حتى جمعت منه بقرا ورعاءها فجاءني فقال اتق الله ولا تظلمني حقي قلت اذهب إلى تلك البقر ورعائها فخذها فقال اتق الله ولا تستهزئ بي فقلت إني لا أستهزئ بك خذ ذلك البقر ورعاءها فأخذه فذهب به فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا ما بقي ففرج الله ما بقي) و"الفرق" بفتح الفاء والراء وقد تسكن الراء مكيال يسع ثلاثة آصع والأرز فيه ست لغات فتح الألف وضمها مع ضم الراء وبضم الألف مع سكون الراء وتشديد الزاي وتخفيفها وفي رواية "فرق ذرة" وجمع بينهما بأنه استأجر أجراء بعضهم بفرق أرز وبعضهم بفرق ذرة ويحتمل أن ثمن الأرز والذرة كان واحدا فكان الأجر بهذا أو بهذا وفي رواية بين السبب في أنه ترك أجره ولفظها "كان لي أجراء يعملون فجاءني عمال فاستأجرت كل رجل منهم بأجر معلوم فجاء رجل ذات يوم نصف النهار فاستأجرته بشرط أصحابه فعمل في نصف نهاره كما عمل رجل منهم في نهاره كله فرأيت علي في الذمام أن لا أنقصه عما استأجرت به أصحابه لما جهد في عمله فقال رجل منهم تعطي هذا مثل ما أعطيتني فقلت يا عبد الله لم أبخسك شيئا من شرطك وإنما هو مالي أحكم فيه بما شئت قال فغضب وذهب وترك أجره" وفي رواية "فأتاني يطلب أجره وأنا غضبان فزبرته فانطلق وترك أجره" فيحتمل أن الأجير لما حسد الذي عمل نصف النهار وعاتب المستأجر غضب منه وقال له لم أبخسك ... وزبره فغضب الأجير وذهب وفي رواية "وترك واحد منهم أجره وزعم أن أجره أكثر من أجور أصحابه"

ومعنى قوله "فلم أزل أزرعه حتى جمعت منه بقرا ورعاءها" يفسره ما في البخاري بلفظ "وإني عمدت إلى ذلك الفرق فزرعته فصار من أمره أني اشتريت منه بقرا" وفي رواية "وراعيها" وفي رواية "فجمعته" أي حصدت الزرع وجمعته وبعته "وثمرته حتى كان منه كل المال" وفي رواية "فبذرته على حدة فأضعف ثم بذرته فأضعف حتى كثر الطعام" وفي رواية "ثم مرت بي بقر فاشتريت منها فصيلة فبلغت ما شاء الله" والرعاء الراعي

وفي رواية للبخاري "وإنه أتاني يطلب أجره" والواضح أن مجيئه كان بعد سنين من عمله "فقلت له اعمد إلى تلك البقر فسقها فقال لي إن لي عندك فرق أرز فقلت له اعمد إلى تلك البقر فإنها من ذلك الفرق" وفي رواية "فقال أتستهزئ بي؟ فقلت لا" وفي رواية "أتظلمني وتسخر بي"؟ وفي رواية "فأعطيته ذلك كله ولو شئت لم أعطه إلا الأجر الأول" وفي رواية أنه دفع له فوق ذلك عشرة آلاف درهم"

هذا وترتيب الثلاثة في قصصهم ودعائهم يختلف هنا عما في البخاري إذ جاء فيه أن الأول الأجير والثاني صاحب الأبوين والثالث صاحب ابنة عمه والاختلاف من الرواة

<<  <  ج: ص:  >  >>