لتصحيح خبره وفي صحيح البخاري فأخذ منهم ميثاقا وربي ففعلوا ذلك له قال بعضهم وهو الصواب قال القاضي بل هما متقاربان في المعنى والقسم قال وفي بعض نسخ صحيح مسلم ففعلوا ذلك وذرى فإن صحت هذه الرواية فهي وجه الكلام لأنه أمرهم أن يذروه ولعل الذال سقطت لبعض النساخ وتابعه الباقون قال النووي هذا كلام القاضي والروايات الثلاث المذكورات صحيحات المعنى ظاهرات فلا وجه لتغليط شيء منها
ومعنى فما تلافاه غيرها أي ما تداركه غيرها والتاء فيه زائدة أي الأصل ما لافاه غيرها ومعنى قوله في ملحق الرواية الأخيرة أن رجلا من الناس رغسه الله مالا وولدا بالغين المفتوحة المخففة أي أعطاه مالا وبارك له فيه
-[فقه الحديث]-
-[يؤخذ من الحديث]-
١ - من الرواية الأولى والثانية والثالثة أن رحمة الله بعباده واسعة وهذا الإخبار يفيد كثيرا من الرجاء
٢ - وفيها حث على التراحم وفضيلته
٣ - وفيها إثبات العرش
٤ - والكتابة في اللوح المحفوظ
٥ - ومن الرواية الرابعة حتى الثامنة إدخال السرور والبشرى على المؤمنين لأن العادة أن النفس يكمل فرحها بما وهب لها إذا كان معلوما مما يكون موعودا
٦ - وفيها الحث على الإيمان
٧ - وفي الرواية التاسعة من قوله "لله أرحم بعباده" أن من مات على الإسلام شملته الرحمة وقد خص العباد هنا بالمسلمين وأكد هذا الخصوص بحديث أحمد والحاكم عن أنس رضي الله عنه قال "مر النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه وصبي على الطريق فلما رأت أمه القوم خشيت على ولدها أن يوطأ فأقبلت تسعى وتقول ابني ابني وسعت فأخذته فقال القوم يا رسول الله ما كانت هذه لتلقي ابنها في النار فقال ولا الله بطارح حبيبه في النار" فالتعبير بحبيبه يخرج الكافر وكذا من شاء الله إدخاله ممن لم يتب من مرتكبي الكبائر
قال ابن أبي جمرة لفظ العباد عام ومعناه خاص بالمؤمنين وهو كقوله تعالى {ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون}[الأعراف ١٥٦] فهي عامة من جهة الصلاحية وخاصة بمن كتبت له
٨ - وفي الحديث إشارة إلى أنه ينبغي للمرء أن يجعل تعلقه في جميع أموره بالله وحده وأن كل من