للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(فوالله ما علمت أحدا من المسلمين أبلاه الله تعالى في صدق الحديث أحسن مما أبلاني الله به) البلاء والإبلاء يكون في الخير والشر لكن إذا أطلق كان للشر غالبا فإذا أريد الخير قيد كما قيده هنا فقال "أحسن مما أبلاني الله به"

(والله ما أنعم الله علي من نعمة قط بعد إذ هداني الله للإسلام أعظم في نفسي من صدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أكون كذبته فأهلك) قال النووي هكذا هو في جميع نسخ مسلم وكثير من روايات البخاري قال العلماء لفظة "لا" زائدة في قوله "ألا أكون" ومعناه أن أكون كذبته فأهلك كقوله تعالى {ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك} [الأعراف ١٢]

(يزيدون على عشرة آلاف) قال النووي هكذا وقع هنا ولم يبين قدر الزيادة وقال أبو زرعة الرازي كانوا سبعين ألفا وقال ابن إسحاق كانوا ثلاثين ألفا وهذا أشهر وجمع بينهما بعض الأئمة بأن أبا زرعة عد التابع والمتبوع وابن إسحاق عد المتبوع فقط

-[فقه الحديث]-

-[يؤخذ من الحديث فوق ما تقدم]-

١ - التصريح بجهة الغزو إذا لم تقتض المصلحة ستره

٢ - وأن الإمام إذا استنفر الجيش عموما لزمهم النفير ولحق اللوم بكل فرد فرد أن لو تخلف قال السهيلي إنما اشتد غضب النبي صلى الله عليه وسلم على من تخلف وإن كان الجهاد فرض كفاية لكنه في حق الأنصار خاصة فرض عين لأنهم بايعوا على ذلك فكان تخلفهم عن هذه الغزوة كبيرة لأنها كالنكث لبيعتهم قال الحافظ ابن حجر وعند الشافعية وجه أن الجهاد كان فرض عين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ويؤيده قوله تعالى {ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله} [التوبة ١٢٠] وعلى هذا فيتوجه العتاب على من تخلف مطلقا

٣ - وفيه أن العاجز عن الخروج بنفسه أو بماله لا لوم عليه

٤ - وفيه ترك قتل المنافقين

٥ - وفيه عظم أمر المعصية وقد نبه الحسن البصري على ذلك إذ قال يا سبحان الله ما أكل هؤلاء الثلاثة مالا حراما ولا سفكوا دما حراما ولا أفسدوا في الأرض أصابهم ما أصابهم وضاقت عليهم الأرض بما رحبت فكيف بمن يواقع الفواحش والكبائر

٦ - وفيه أن القوي في الدين يؤاخذ بأشد مما يؤاخذ الضعيف في الدين

٧ - وجواز إخبار المرء عن تقصيره وتفريطه وعن سبب ذلك وما آل إليه أمره تحذيرا ونصيحة لغيره

<<  <  ج: ص:  >  >>