المسلمون والمراد من عبادة الشيطان الكفر و"أيس" يئس وانقطع رجاؤه والمراد من الشيطان إبليس وجنوده و"إبليس" اسم أعجمي عند الأكثر وقيل مشتق من أبلس إذا أيئس وهو ممنوع من الصرف قيل سمي بذلك بعد يأسه وطرده من رحمة الله قيل كان اسمه مع الملائكة عزازيل قيل ومن أسمائه الحارث والحكم وكنيته أبو مرة وقيل كنيته أبو الكروبيين والمعنى إن إبليس وجنوده قد يئسوا من أن يردوكم كافرين بعد أن آمنتم
(ولكن في التحريش بينهم) أي ولكنه لم ييأس من الإيقاع بينهم والتحريش الإغراء والتهييج يقال حرشه بفتح الراء مخففة ومشددة يحرشه بكسرها حرشا بسكونها وتحريشا ويقال حرش الدابة إذا حك ظهرها بعصا أو نحوها لتسرع وحرش الصيد هيجه ليصيده وحرش الإنسان والحيوان أغراه وحرش بين القوم أفسد والمعنى أنه يتمكن من الإفساد بينهم بالخصومات والشحناء والحروب والفتن ونحوها
(إن عرش إبليس على البحر) معناه أن مركز قيادته البحر ومعلوم أن المياه ثلاثة أرباع الكرة الأرضية واليابسة الربع
(فيبعث سراياه فيفتنون الناس) السرية جزء من الجيش وهذه السرايا فرق يبعثها لتساعد القرين الملازم للإنسان
(فأعظمهم عنده أعظمهم فتنة) أي أعظم جنوده قيمة ومقدارا ومكانة هو الذي تعظم فتنته للمسلمين وفي الرواية الثالثة "فأدناهم منزلة أعظمهم فتنة" أي للمسلمين "يجيء أحدهم" أي أحد جنوده "فيقول فعلت كذا وكذا فيقول" له تقليلا لجهوده "ما صنعت شيئا" يذكر "قال ثم يجيء أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته قال فيدنيه منه ويقول له نعم أنت" أي الممدوح أنت وفي الرواية "فيلتزمه" أي يضمه إلى نفسه ويعانقه إعجابا بصنعه وتشجيعا لغيره
وعند ابن حبان والحاكم والطبراني "إذا أصبح إبليس بث جنوده فيقول من أضل مسلما ألبسته التاج"
(ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن) وفي ملحق الرواية الخامسة "إلا وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة" وقال تعالى {قال قائل منهم إني كان لي قرين}[الصافات ٥١] قال مجاهد شيطان وقال تعالى {وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم}[فصلت ٢٥] قال مجاهد شياطين
(قالوا وإياك يا رسول الله) الواو عاطفة على محذوف تقديره وكل الله لكل منا قرينا صاحبنا وقرينا يصاحبك يا رسول الله
(إلا أن الله أعانني عليه فأسلم) قال النووي "فأسلم" بضم الميم والفاعل ضمير المتكلم أي فأسلم أنا من شره وفتنته وبفتح الميم والفاعل ضمير الغيبة أي فأسلم هو أي القرين روايتان