فبماذا نأخذ جنته هل نقول بعملنا كما يقول الرجل الجاهل اشتريت القصر بدرهمي أو نقول إنها هبة وفضل ورحمة هذا الذي يقصده الحديث لن يدخل أحدكم عمله الجنة قالوا ولا أنت يدخلك عملك الجنة يا رسول الله قال ولا أنا لكن ندخل الجنة بفضل الله ورحمته وحاولوا بعملكم إرضاء ربكم لتفوزوا برحمته وعطفه وجنته
-[المباحث العربية]-
(لن ينجي أحدا منكم عمله) في الرواية الثانية "ما من أحد يدخله عمله الجنة" وفي الرواية الثالثة والرابعة "ليس أحدا منكم ينجيه عمله" وفي الرواية الخامسة والسابعة "لن يدخل أحدا منكم عمله الجنة" وفي الرواية السادسة "لن ينجو أحد منكم بعمله" والنجاة من النار تستلزم دخول الجنة غالبا قال تعالى {فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز}[آل عمران ١٨٥] لذلك عبرت بعض الروايات باللزوم وهو النجاة من النار وبعضها باللازم وهو دخول الجنة وفي الرواية السابعة جمعت بينهما فقالت "لا يدخل أحدا منكم عمله الجنة ولا يجيره من النار" والنجاة من الشيء معناها التخلص منه
(قال رجل ولا إياك يا رسول الله) في الروايات الأخرى "قالوا" وأسند القول للمجموع والقائل واحد لموافقتهم له ورضاهم بسؤاله وفي الرواية الثانية والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والثامنة "ولا أنت يا رسول الله" والواو عاطفة على محذوف تقديره لا يدخل أحدا عمله الجنة ولا أنت يدخلك عملك الجنة وقد تورمت من العبادة قدماك
(ولا إياي إلا أن يتغمدني الله منه برحمته) في الروايات الأخرى "ولا أنا" وفي الرواية الثالثة "إلا أن يتغمدني الله منه بمغفرة ورحمة" وفي الرواية الرابعة "إلا أن يتداركني الله برحمة" وفي الرواية السادسة "إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل" والمراد بالتغمد الستر مأخوذ من غمد السيف لأنك إذا أغمدت السيف فقد ألبسته الغمد وسترته به وفي الرواية الثالثة "قال ابن عون بيده هكذا وأشار على رأسه".
(ولكن سددوا) وفي الرواية الثامنة "سددوا وقاربوا" معناه اقصدوا السداد والصواب وقاربوا نهاية العبادة ولا تغلوا وتجهدوا أنفسكم فيها لئلا يفضي بكم ذلك إلى الملال فتتركوا العمل ولذلك زاد في الرواية الثامنة "واعلموا أن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل" زاد البخاري "واغدوا وروحوا وشيء من الدلجة والقصد القصد تبلغوا" والمراد بالغدو السير من أول النهار وبالرواح السير من أول النصف الثاني من النهار و"الدلجة" بضم الدال وسكون اللام ويجوز فتحها جميع الليل و"القصد" منصوب على الإغراء.