(لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون) "يبعث" بمعنى يظهر ويخرج والدجل التمويه
-[فقه الحديث]-
أصل الفتن إدخال الذهب في النار ليظهر الجيد منه والردئ وتستخدم الفتنة شرعا فيما يقع فيه الإنسان من شدة ورخاء وفي الشدة أكثر استعمالا على أنها في هذه الحالات نوع من الاختبار ومنه قوله تعالى {ونبلوكم بالشر والخير فتنة} [الأنبياء ٣٥] وتستخدم أيضا في الأفعال التي تصدر من الإنسان للإيقاع والإضرار بالآخرين ومنه قوله تعالى {والفتنة أشد من القتل} [البقرة ١٩١] وقوله {إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات} [البروج ١٠] وتستخدم أيضا في الأمور العظام التي تحدث في آخر الزمان على أساس أنها نوع من الاختبار ولذلك قيل أصل الفتنة الاختبار ثم استعملت فيما يخرجه الاختبار
وأحاديث الباب تتناول أنواعا متعددة من الفتن
١ - فالرواية الأولى وما بعدها إلى الثامنة تحذر من فتنة وخلاف وتفكك وحرب بين العرب
٢ - وأن هذه الفتنة قريبة تلحق المعاصرين
٣ - وأنها إذا جاءت تعم الصالحين مع الطالحين
٤ - وأنه إذا كثر الخبث وزاد الفساد كانت الفتنة أقرب للوقوع وتعرض الجميع للهلاك
٥ - وإذا عم العقاب كان رفعا لدرجات الصالحين
٦ - وأن جيش الظلم سيهاجم قوما مستجيرين بالبيت يخسف به والظاهر أنه لم يقع بعد وقد رد الراوي على من حمله على جيش أهل الشام الذي قتل ابن الزبير
٧ - ومن الرواية السابعة التباعد عن أهل الظلم والتحذير من مجالستهم
٨ - وأن من كثر سواد قوم جرى عليه حكمهم في ظاهر عقوبات الدنيا
٩ - وفي الرواية الثامنة علم من أعلام النبوة وإنذار وتحذير من الفتنة التي وقعت بالمدينة بقتل عثمان رضي الله عنه
١٠ - ومن الرواية التاسعة والعاشرة التحذير من الفتنة والحث على اجتناب الدخول فيها
١١ - وأن شرها يكون حسب التعلق بها
قال الطبري اختلف السلف فحمل ذلك بعضهم على العموم وهم من قعد عن الدخول في القتال بين المسلمين مطلقا كسعد وابن عمر ومحمد بن مسلمة وأبي بكرة وآخرين وتمسكوا بالظواهر