للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والرجلان عامر بن الطفيل وابن أخيه كما جاء في رواية الطبراني وفي رواية للبخاري "أحدهما أشرف من الآخر وأن الشريف لم يحمد الله"

(فشمت أحدهما ولم يشمت الآخر) "التشميت" أصله إزالة شماتة الأعداء والتفعيل يأتي للسلب نحو قشرت الشجرة أي أزلت قشرتها فاستعمل للدعاء بالخير وهو قولك للعاطس يرحمك الله وقيل معناه صان الله شوامتك أي قوائمك التي بها قوامك فقوام الدابة مثلا بسلامة قوائمها التي تنتفع بها إذا سلمت وقوائم الإنسان التي بها قوامة الرأس وما اتصل به من صدر وعنق وفي رواية "فسمت" بالسين فيكون دعاء له بأن يكون على سمت حسن

قال ابن العربي المعنى على كلا اللفظين شمت وسمت بديع وذلك أن العاطس ينحل كل عضو في رأسه وما يتصل به من العنق والصدر فإذا قال له يرحمك الله كان معناه أعطاك الله رحمة يرجع بها كل عضو إلى حاله فالتسميت بالسين رجوع كل عضو إلى سمته والتشميت الدعاء بسلامة ما به قوام الإنسان

(فقال الذي لم يشمته) في رواية البخاري "فقيل له"

(عطس فلان فشمته وعطست أنا فلم تشمتني) الكلام على الاستفهام أي فلم فرقت في المعاملة

(دخلت على أبي موسى وهو في بيت بنت الفضل بن عباس) هذه البنت هي أم كلثوم بنت الفضل بن العباس امرأة أبي موسى الأشعري تزوجها بعد فراق الحسن بن علي لها وولدت لأبي موسى ومات عنها فتزوجت بعده عمران بن طلحة ففارقها وماتت بالكوفة ودفنت بها

(فعطست فلم يشمتني وعطست فشمتها) التاء في "عطست" الأولى مضمومة ضمير المتكلم وفي الثانية ساكنة علامة المؤنثة أي قال أبو بردة عطست أنا فلم يشمتني أبي وعطست أم كلثوم ابنة الفضل زوجة أبي موسى فشمتها أبي أبو موسى

(فرجعت إلى أمي فأخبرتها) زوجة أبي موسى الأخرى

(فلما جاءها) زوجها أبو موسى في ليلتها

(التثاؤب من الشيطان) أي من كسله وتسببه وقيل أضيف إليه لأنه يرضيه وفي البخاري "إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب" قالوا لأن التثاؤب غالبا يكون مع ثقل البدن وامتلائه واسترخائه وميله إلى الكسل وإضافته إلى الشيطان لأنه الذي يدعوا إلى الشهوات والمراد التحذير من السبب الذي يتولد منه ذلك وهو التوسع في المأكل

(فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع) وفي الرواية الخامسة "إذا تثاءب أحدكم

<<  <  ج: ص:  >  >>