للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولا تمييز، حتى يستدل بفعله على معنى فيه، وطلب العلم من غير مظانه جهل من فاعله، وقد كان بعض عقلاء الجاهلية ينكر التطير. قال شاعر منهم:

الزجر والطير والكهان كلهم

مضللون ودون الغيب أقفال

(متماسكون آخذ بعضهم بعضا) قال النووي: هكذا هو في معظم الأصول "متماسكون" بالواو، و"آخذ" بالرفع، ووقع في بعض الأصول "متماسكين آخذا" وكلاهما صحيح، ومعنى "متماسكين" ممسك بعضهم بيد بعض، ويدخلون معترضين صفا واحدا، بعضهم بجنب بعض. اهـ. فالنصب على الحال، والرفع على الصفة.

وقال القاضي عياض: يحتمل أن يكون معنى "متماسكين" أنهم على صفة الوقار، فلا يسابق بعضهم بعضا.

(لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم) ظاهره يستلزم الدور، إذ معناه أن دخول الأول موقوف على دخول الآخر، ودخول الآخر موقوف على دخول الأول، فتوقف الشيء على نفسه وهو باطل، والجواب: أن هذا الظاهر غير مراد، والكلام كناية عن دخولهم في وقت واحد.

(أيكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة) "انقض" بالقاف والضاد، معناه سقط، و"البارحة" أقرب ليلة مضت، يقال قبل الزوال: رأيت الليلة، وبعد الزوال: رأيت البارحة، وهي مشتقة من "برح" إذا زال.

(أما إني لم أكن في صلاة) قال صاحب مغني اللبيب: "أما" بالفتح والتخفيف على وجهين: أحدهما: أن تكون حرف استفتاح بمنزلة "ألا" وإذا وقعت "إن" بعدها كسرت، كما تكسر بعد "ألا" الاستفتاحية، الثاني: أن تكون بمعنى حقا، وهذه تفتح "أن" بعدها، كما تفتح بعد "حقا". اهـ. وقد ضبطت "إني" في صحيح مسلم بالكسر، وضبطت "أني" في بعض الكتب وكلاهما صحيح.

(ولكني لدغت) يقال: لدغته العقرب وذوات السموم إذا أصابته بسمها.

(قلت: استرقيت) أي طلبت الرقية من نفسي أو من غيري.

(لا رقية إلا من عين أو حمة) بضم الحاء وتخفيف الميم، وهي سم العقرب وشبهها، وقيل: حدة السم وحرارته، وأما العين فهي إصابة العائن غيره بعينه، والعين حق.

والمعنى -كما يقول الخطابي: لا رقية أشفى وأولى من رقية العين وذي الحمة.

(قد أحسن من انتهى إلى ما سمع) أي قد أحسنت حيث وقفت عند الذي سمعته.

(عرضت علي الأمم) برفع "الأمم" وبناء الفعل للمجهول.

<<  <  ج: ص:  >  >>