وتوجيها لما هو خير، إن ابن عمر يؤمن بأن الدعاء ينفع، وهو يحب الخير للناس، ولا يأبى الدعاء للمؤمن بالخير، وخاصة إذا كان على مشارف الموت، ولكنه يخشى الاتكال أو التواكل، ويدفع للعمل، ويحذر غير ابن عامر من الولاة، ويغرس في نفوسهم الخوف ويحارب ركونهم إلى الرجاء والطمع مع التهاون والمظالم.
فرضي الله عنه وأرضاه ورضي عن الصحابة أجمعين.
-[المباحث العربية]-
(يعوده) العود الرجوع، وأطلق على زيارة المريض؛ لما أن الشأن فيها التكرار والرجوع، والجملة في محل النصب على الحال من فاعل "دخل".
(وهو مريض) الجملة حال من "ابن عامر" أو من ضميره في "يعوده".
(ألا تدعو الله لي) "ألا" للعرض أو التحضيض، ومعناها طلب الشيء، لكن العرض طلب بلين، والتحضيض طلب بحث، والمعنى هنا: أطلب منك الدعاء لي.
(ولا صدقة من غلول) أصل الغلول السرقة من مال الغنيمة قبل القسمة، وسميت بذلك لأن الآخذ يغل المال في متاعه، أي يخفيه فيه، ويطلق على الخيانة مطلقا، والمراد منه هنا مطلق المال الحرام أخذ خفية أو جهرة.
(وكنت على البصرة) أي كنت واليا على البصرة، ولم تسلم من الغلول والخيانة.
-[فقه الحديث]-
يمكن حصر نقاط الحديث في خمس:
١ - الوضوء، وموجبه، ومتى فرض؟ وطلبه لكل صلاة.
٢ - الفرق بين القبول والصحة، وتوجيه قوله "لا تقبل صلاة بغير طهور".
٣ - الطاعة بالمال الحرام، وإنفاقه في وجوه الخير.
٤ - تحليل موقف ابن عمر من مطلب ابن عامر.
٥ - ما يؤخذ من الحديث من الأحكام.
وهذا هو التفصيل:
١ - الوضوء وموجبه، ومتى فرض؟ وطلبه لكل صلاة: في موجب الوضوء ذهب أهل الظاهر إلى أنه