والحديث في رواياته يجري على أنهما لغتان، فإن اللفظة التي معنا مروية بضم الواو، ومقصود بها الماء، وفي آخر الحديث "من توضأ نحو وضوئي هذا" بضم الواو أيضا، ومقصود بها الفعل.
(فتوضأ) أي فتأهب للوضوء وشرع فيه، ففيه مجاز المشارفة.
(فغسل كفيه) الفاء تفسيرية، لأن غسل الكفين وما بعده هو الوضوء.
(ثم مضمض) يقال: مضمض وتمضمض إذا حرك الماء في فمه، وأصل المضمضة الحركة.
(واستنثر) قال جمهور أهل اللغة والفقهاء والمحدثون: الاستنثار هو إخراج الماء من الأنف من مخاط وشبهه، وقال ابن الأعرابي وابن قتيبة: هو الاستنشاق. قال النووي: والصواب الأول. اهـ. ويؤيده الرواية الرابعة، إذ فيها "فمضمض واستنشق واستنثر" فجمع بين الاستنشاق والاستنثار، وكذا الرواية السابعة إذ فيها "فليستنشق بمنخريه من الماء، ثم لينتثر".
(ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق) المرفق على وزن منبر، وهو موصل الذراع في العضد، أي العظم الناتئ في آخر الذراع، قيل: سمي بذلك لأنه يرتفق به في الاتكاء ونحوه.
(ثم غسل رجله اليمنى إلى الكعبين) قال النووي: اتفق العلماء على أن المراد بالكعبين العظمان الناتئان بين الساق والقدم، وفي كل رجل كعبان، وشذت الرافضة: فقالت: في كل رجل كعب، وهو العظم الذي في ظهر القدم، وحجة العلماء في ذلك نقل أهل اللغة والاشتقاق وهذا الحديث الصحيح الذي فيه، "غسل رجله اليمنى إلى الكعبين .. ثم غسل اليسرى مثل ذلك" فأثبت في كل رجل كعبين. اهـ.