للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والنية، والمضمضة، والاستنشاق، والاستنثار، واستيعاب مسح الرأس ومسح الأذنين، ودلك الأعضاء، والتتابع في الوضوء، وترتيبه، وذلك من المختلف فيه. قاله النووي.

٢ - التعليم بالفعل، لكونه أبلغ وأضبط للمتعلم.

٣ - يؤخذ من قوله في الرواية الثالثة "فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها" ومن قوله في الرواية الأولى من المجموعة السابقة الشرح قبل هذه المجموعة "فركع ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه" الترغيب في الإخلاص، والتحذير من الغفلة في الصلاة والتفكير في أمور الدنيا، قال الحافظ ابن حجر: المراد ما تسترسل معه النفس ويمكن المرء قطعه، أما ما يهجم من الخطرات والوساوس ويتعذر دفعه فلا. اهـ.

ونقل القاضي عياض عن بعضهم: أن هذه الفضيلة لمن لم يحصل له حديث النفس أصلا ورأسا، لكن رده النووي، فقال: الصواب حصول هذه الفضيلة مع طريان الخواطر العارضة غير المستقرة. نعم من اتفق أن يحصل له عدم حديث النفس أصلا أعلى درجة بلا ريب. اهـ.

٤ - يؤخذ من قوله في الرواية الأولى "فجاء المؤذن"، مشروعية إتيان المؤذن للإمام للإعلام بحضور الصلاة، لأن الظاهر أنه إنما جاء لذلك. قاله الأبي.

٥ - يؤخذ من قوله "والله لأحدثنكم" جواز الحلف من غير استحلاف ولا ضرورة.

٦ - يؤخذ من قوله "لولا آية في كتاب الله ما حدثتكم" أن كتمان العلم حرام، والآية كما فهمها عروة هي قوله تعالى: {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون} [البقرة: ١٥٩] وهي وإن كانت في أهل الكتاب لكن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فدخل فيها كل من علم علما أمر الله العباد بمعرفته لزمه من عدم تبليغه ما لزم أهل الكتاب منه، ففي الآية تنبيه وتحذير لمن فعل فعلهم، وسلك سبيلهم، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم قد عمهم الوعيد في الحديث المشهور "من كتم علما ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة".

٧ - أخذ النووي من قوله في الرواية السادسة "فيتم الطهور الذي كتب الله عليه" أن من اقتصر في وضوئه على طهارة الأعضاء الواجبة وترك السنن، والمستحبات كانت هذه الفضيلة حاصلة له، وإن كان من أتي بالسنن أكمل وأشد تكفيرا.

٨ - يؤخذ من قوله "لا ينهزه إلا الصلاة" الحث على الإخلاص في الطاعات وأن تكون متمحضة لله تعالى.

ولا يخفى أن هذا المأخذ يتعارض مع المأخذ الأول الذي ذكره النووي نفسه، وقد فسرنا قوله صلى الله عليه وسلم "كما أمره الله" أي على لسان رسوله أو فعله صلى الله عليه وسلم، فقد كتب الله علينا أن نطيع رسوله وأن نقتدي به صلى الله عليه وسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>