للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم قال: هاتوا أوعيتكم فخذوا فيها، فجاء كل بأوعيته فملأ، فما بقي في الجيش وعاء إلا ملئ، وفضلت فضلة كبيرة، وبقي على النطع قدر ما أخذ الناس.

فضحك صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، سرورا بإكرام ربه له ولأمته، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، لا يموت عبد وهو يشهد هاتين الشهادتين، لا يشك فيهما إلا دخل الجنة، لا يحجبه عنها ولا يمنعه منها ما عمل من سوء.

عفا الله عنا بفضله وكرمه وجعلنا من أهلها، إنه عفو كريم حليم.

-[المباحث العربية]-

(في مسير) أي في سفر، وقد بينته الرواية الثانية بأنه كان في غزوة تبوك، وهي غزوة العسرة، و"تبوك" ممنوع من الصرف على المشهور للعلمية والتأنيث ومن صرفه أراد الموضع، وهو في نصف الطريق بين المدينة ودمشق.

(فنفدت أزواد القوم) أي كادت تنفد، أو نفدت أزواد أكثر القوم، ففيه مضاف محذوف، بدليل جمع ما بقي من أزوادهم، ونفد الزاد من باب سمع فنى وذهب، والزاد طعام السفر والحضر جميعا والجمع أزواد، وعلى غير القياس أزودة.

(حتى هم بنحر بعض حمائلهم) فاعل "هم" ضمير يعود على النبي صلى الله عليه وسلم والهم وسط بين العزم والخطرات التي لا تندفع، و"الحمائل" الإبل يحمل عليها، واحدها حمولة بفتح الحاء.

وروى "جمائلهم" بالجيم بدل الحاء جمع "جمالة" بكسرها، جمع جمل، وهو الذكر دون الناقة، قال ابن الصلاح: وكلاهما صحيح.

(لو جمعت ما بقي من أزواد القوم فدعوت الله عليها) "لو" هنا للعرض ويصح أن تكون حرف شرط غير جازم، وجوابها محذوف، تقديره لكان خيرا.

(ففعل) أي فوافق على الفعل، يؤيد ذلك ما جاء في الرواية الثانية وقال: نعم.

(وذو النواة بنواه) هو هكذا في الأصل، وكان الظاهر أن يقول "وذو النوى بنواه" على طريق الجمع، كما قال "ذو التمر بتمره" بالجمع، وخرجه بعضهم بأن المراد من النواة جملة من النوى أفردت عن غيرها كما أطلق اسم الكلمة على القصيدة، أو أن تكون النواة من قبيل ما يستعمل في الواحد والجمع.

(كانوا يمصونه) بفتح الميم في اللغة الفصيحة المشهورة، وحكي فيها الضم.

(حتى ملأ القوم أزودتهم) الأزودة جمع زاد، وهي لا تملأ، وإنما تملأ أوعيتها، ففي

<<  <  ج: ص:  >  >>