للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(فخرج يجر إزاره) قلنا: إن الإزار ثوب طويل، وإن شئت قلت: عرض من النسيج طويل، يلف حول الوسط، أعلاه فوق السرة، وأسفله تحت الركبة، فمعنى "خرج يجر إزاره" أي لم يكمل لفه، حتى إن طرفه الأخير يجر وراءه.

(أعجلنا الرجل) بندائنا، أي جعلناه يعجل، أي يسرع، والمراد من الرجل عتبان بكسر العين، وقيل بضمها، ولعل التعبير عنه بالرجل للإشارة إلى أنه كان في مهمة الرجولة مع الأنوثة، كأنه قال: أعجلنا رجولته.

(أرأيت الرجل يعجل عن امرأته) "يعجل" بضم الياء وسكون العين وفتح الجيم، مضارع "أعجل" بالبناء للمجهول، أي يدفع إلى العجلة والإسراع و"أرأيت" معناها أخبرني، عن طريق مجازين: أحدهما في همزة الاستفهام بإرادة مطلق الطلب بدلا من طلب الفهم، والثاني في الرؤية بإرادة المسبب عنها، وهو الإخبار، قال الأمر إلى طلب الإخبار المدلول عليه بلفظ "أخبرني" وجملة "يعجل" في محل النصب على الحال، وفي الكلام مضافان محذوفان، والمعنى: أخبرني عن حكم الرجل يضطر إلى العجلة والإسراع عن جماع امرأته.

(ولم يمن) الرواية بضم الياء وسكون الميم وكسر النون مضارع "أمني" أي ولم ينزل المني، وهذه اللغة هي الأفصح والأشهر، وبها جاء القرآن الكريم، قال الله تعالى {أفرأيتم ما تمنون} [الواقعة: ٥٨].

وهناك لغة ثانية "يمنى" بفتح الياء، مضارع "منى" ولغة ثالثة "يمنى" بضم الياء وفتح الميم وتشديد النون، مضارع "منى" بفتح الميم وتشديد النون. حكاها أبو عمرو.

(ماذا عليه) أي ما الذي يجب عليه؟ الغسل؟ أم الوضوء؟

(إنما الماء من الماء) المراد من الماء الأول ماء الغسل، ومن الماء الثاني المني فـ"أل" فيه للعهد الذهني، وفيه جناس تام، و"من" للسببية، والمعنى: إنما يجب الغسل بسبب إنزال المني، والقصر المستفاد من "إنما قصر" إفراد، أي إثبات الحكم لشيء، ونفيه عن شيء آخر، لأن المخاطب كان يعتقد أن الغسل واجب بسبب الجماع وبسبب الإنزال، وليس قصرا حقيقيا، حتى ينفى الغسل عن الأسباب الأخرى كالحيض والنفاس.

(عن أبي العلاء بن الشخير) بكسر الشين والخاء المشددتين، وهو تابعي، ومراد مسلم بروايته هذا الكلام عن أبي العلاء أن حديث "الماء من الماء" منسوخ.

(ينسخ حديثه بعضه بعضا) "حديثه" بالرفع، فاعل "ينسخ" و"بعضه" بدل بعض من كل والتقدير: ينسخ بعض حديثه بعضا.

(كما ينسخ القرآن بعضه بعضا) الكاف بمعنى "مثل" صفة لمصدر محذوف و"ما" مصدرية، والتقدير نسخا مثل نسخه بعض القرآن بعضا.

<<  <  ج: ص:  >  >>